وفد رفيع المستوى من يهود ينحدرون من أصول فاسية يزور مدينة فاس بمبادرة جمعية العيون المفتوحة

متابعة / ماروك24ميديا

بمبادرة من جمعية العيون المفتوحة وبدعوة خاصة من الفاعل المدني طارق الودغيري قام وفد إسرائيلي رفيع المستوى من أعيان ووجهاء مدينة حاضرة Hadera بزيارة إلى مدينة فاس في إطار ترسيخ جسور التعاون الاقتصادي وتثمين الموروث الثقافي المشترك.
الوفد الاسرائيلي يتكون من اليهود الذين ينحدرون من أصول مغربية وتحديدا من مدينة فاس، حيث قام أفراد هذا الوفد مساء يوم أمس الإثنين 12 شتنبر 2022 برئاسة الفاعل المدني طارق الودغيري وبإشراف من جمعية العيون المفتوحة بزيارة تفقدية لعدة أماكن بمدينة فاس منها مجمع التكوين للصناعة التقليدية الكائن بباب الجياف طريق البطحاء ومراكز أخرى تهتم بالموروث الثقافي.
هذا وقد قام الوفد بتفقد معظم مجالات التكوين داخل مجمع الصناعة القليدية والاطلاع على نماذج من المنتوجات التقليدية التي ابتكرها طلبة هذا المركز، كما استمعوا إلى الشروحات التي قدمها لهم مدير التجمع ومسؤولين آخرين، ليكتشفوا أن جزء كبير من هذه المنتوجات تعود جدورها إلى حقبة تاريخية عريقة وأن المغرب انتهج سياسة المحافظة على الموروث الثقافي وتثمينه برعاية مولوية وكريمة من جلالة الملك محمد السادس حفظ الله على أعتبار أن هذا الموروث هو حلقة وصل بين الاجيال المتعاقبة وتمكّن كل جيل من معرفة تقاليد وعادات وثقافات أسلافه وأجداده والأجيال السابقة.
هذا وقد انبهر الوفد اليهودي بطبيعة المنتجات التقليدية التي عاينها داخل المجمع الصناعي التقليدي خصوصا أنه لاحظ وجود منتجات كانت تنتدرج ضمن المهن الحرة التي كان يقوم بها اليهود المغاربة بفاس في السنوات الغابرة أي قبل هجرتهم إلى إسرائيل مما أثار اعجابكم أكثر.

وفي هذا السياق قال طارق الودغيري بأن زيارة الوفد الاسرائيلي من اليهود المنحدرين من المغرب يندرج في إطار تعزيز جسور التعاون وربط الماضي بالحاضر لاستشراف مستقبل أفضل وواعد وتعزيز آليات الدبلوماسية الموازية بالشكل الذي يساهم في بناء النهضة الاقتصادية والاجتماعية للمغرب وتندرج أيضا في سياق فتح آفاق لبادل المنافع بين البلدين وجلب الاستثمارات لمدينة فاس وجهة فاس مكناس ، وتذكير هؤلاء اليهود بأصولهم المغربية لأجل المساهمة من جانبهم في الدفاع عنه في مختلف المحافل الاقليمية والدولية.
ولفت طارق الودغيري إلى أن مثل هذه المبادرات تهدف بالأساس إلى جلب المنافع لبلدنا وهي تندرج ضمن التوجهات الكبرى لجلالة الملك حفظه الله.
يشار إلى أنه منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ، كثف اليهود المنحدرين من أصول مغربية من زياراتهم ووفودهم إلى المغرب مما يعني أن ارتباطهم ببلدهم الاصلي عميق جدا ولا يمكن أن يزول ، بدليل أن كل اليهود المنحدرين من المغرب الذين يشكلون نسبة مهمة في دولة اسرائيل ويتولون مسؤوليات رفيعة في مختلف المجالات ، يدافعون بشراسة عن المغرب في مختلف المحافل الدولية مما يؤكد تجسيدهم لعقيدة الانتماء للوطن الاصل.
يضاف إلى ذلك أن لهم نفوذ قوي في مجال المال والاعمال ، مما يفتح آفاق واسعة في النهوض بقاطرة الاقتصاد الوطني ببلدنا من خلال فتح أفاق الاستثمار لهم داخل المغرب وبناء تعاون اقتصادي وتكنولوجي وثقافي وسياحي بين البلدين.