حين تُسرق المريضة في فراشها… أيُّ ضمير هذا يا طنجة

ماروك24مديا 

في طنجة، المدينة التي كانت تُلقَّب بعروس الشمال، حدث ما يشيب له الولدان. في مصحةٍ يفترض أن تكون ملاذًا للضعفاء وموئلًا للرحمة، تحوّل الطب إلى طمع، والممرّ إلى مسرحٍ للجريمة. سيدةٌ مسنّةٌ، أتت مثقلة بالوجع، تبحث عن العلاج، لا تدري أن بين الجدران البيضاء ذئبًا يترصّد ما تبقّى من كرامتها.

لقد سُرقت مجوهراتها، واستُبدلت أساورها الذهبية بأخرى مزيفة من معدنٍ رخيص، وكأنّ أحدهم أراد أن يسرق ليس فقط ذهبها، بل آخر ما تبقّى من ثقتها في البشر. أيُّ قلبٍ ذاك الذي تجرّد من الرحمة حتى امتدّت يده إلى يدٍ مرتجفةٍ تئنُّ من المرض؟

لكن الجريمة الكبرى، يا سادة، ليست في السرقة وحدها، بل في الصمت الذي تلاها. إدارة المصحة كما أوردت المصادر آثرت السكوت والتستّر، خوفًا على سمعةٍ زائفةٍ صنعتها الإعلانات، بدل أن تنتصر لحقٍّ سُلب من مريضةٍ ضعيفةٍ استودعتهم نفسها. فأيّ سمعةٍ تبقى لمؤسسةٍ خانت شرف المهنة؟

إنّها لحظةُ سقوطٍ أخلاقيٍّ مدوٍّ، تكشف ما آل إليه بعضُ النفوس حين يُستبدل الضمير بالدرهم، وحين تغدو المهنة شهوةَ كسبٍ لا رسالةَ إنقاذ. مصحةٌ كهذه لا تستحق أن تُفتح أبوابها للمرضى، بل يجب أن تُغلَق حتى تُطهّر من دنس من لوّثها.

إنّ طنجة اليوم تئنّ من فعلٍ لا يقلّ جرمًا عن الخيانة، خيانةِ الأمانة. الممرّض الذي يمدّ يده إلى مجوهرات المريض، كالسارق الذي يمدّها إلى حيب احدهم. والسكوت عن مثل هذه الجرائم ليس حيادًا، بل مشاركةٌ في الإثم.

نطالب الجهات المختصة أن تجعل من هذه القضية عبرةً لمن تسوّل له نفسه أن يستغل ضعف الناس. فالمريض الذي يدخل المصحة يجب أن يخرج منها مشافًى، لا مكسورَ النفس، مسلوبَ الكرامة.

طنجة، لا تسكتي. فالصمت على الباطل جريمة، والرحمة ليست شعارًا يُعلّق على الجدران، بل عهدٌ يُصان بالصدق والنزاهة