ماروك24ميديا
في سابقة تُجسد رؤية المغرب الطموحة نحو رياضة أكثر إنصافًا وإنسانية، برزت المملكة كأنموذج يحتذى به في تنظيم كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، حيث لم يكن الحدث مجرّد منافسة رياضية، بل محطة فارقة في مسار ترسيخ قيم الشمولية والمساواة داخل المشهد الرياضي الإفريقي.
منذ لحظة الإعلان عن الاستضافة، انخرطت المملكة في تنفيذ رؤية متكاملة تتجاوز حدود التنظيم التقليدي، لتضع في صلبها تمكين الأشخاص في وضعية إعاقة. فالملاعب التي احتضنت المباريات صُممت وفق معايير دولية تراعي سهولة الولوج، بتوفير ممرات خاصة ومقاعد مجهزة، فضلاً عن تخصيص مرافق خدمية تضمن راحة وسلامة الجميع. كما شملت المبادرة تحديث وسائل النقل العام وتوفير خدمات نقل مهيأة، بما جعل تجربة المشجعين من ذوي الإعاقة أكثر سلاسة واستقلالية.
ولم يغفل المغرب الجانب الصحي، إذ أعدّ منظومة طبية متطورة تضم فرقًا مؤهلة وأجهزة حديثة لتقديم الدعم العاجل والمستمر للمشاركين والجماهير على حد سواء. هذا الحرص يعكس مقاربة شمولية لا ترى الرياضة مجرد نشاط بدني، بل منظومة متكاملة تُعنى بالإنسان أولاً.
إلى جانب البنية التحتية والتنظيم، أطلقت وسائل الإعلام الوطنية حملات توعوية مكثفة، سلّطت الضوء على أهمية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الرياضة والمجتمع. تلك الرسائل لم تكن مجرد شعارات، بل دعوة صادقة لإعادة صياغة الوعي الجماعي حول مفهوم المساواة والحق في التميز.
لقد أثبتت هذه النسخة من كأس إفريقيا أن المغرب لا يكتفي بإبهار العالم في الجانب التنظيمي، بل يسعى لتصدير نموذج إنساني متفرّد قوامه العدالة والتنوع. فالرياضة، كما جسّدتها هذه التجربة، أصبحت جسرًا للتقارب ووسيلة لبناء مجتمع أكثر شمولاً وإنصافًا.
بهذه المبادرة، يكرّس المغرب مكانته كقوة إقليمية مؤثرة في تطوير الرياضة الإفريقية، ويؤكد أن التنمية الحقيقية لا تكتمل إلا حين تفتح الأبواب أمام الجميع دون استثناء. إنها رسالة بليغة مفادها أن البطولة الحقيقية لا تُقاس بعدد الأهداف، بل بمدى قدرتنا على جعل الرياضة حقًا مشتركًا لكل إنسان
بقلم:سيداتي