ماروك24ميديا
في عالم كرة القدم، لا تُقاس قيمة اللاعب فقط بعدد أهدافه أو مهاراته في الملعب، بل كثيرًا ما تُختبر شخصيته خارج المستطيل الأخضر. ومن بين تلك القصص التي تمسّ القلوب وتكشف عن دروس في الحياة، تأتي كلمات النجم السنغالي كريبين دياتا، لاعب نادي موناكو الفرنسي، الذي روى تجربة إنسانية صادقة عن التغيير الذي رافق مسيرته بعد الاحتراف.
يقول دياتا:
بعد توقيعي لأول عقد احترافي، بدأت أتلقى رسائل من فتيات كنّ في الماضي ينتقدن شكلي ويصفنني بالقبيح، لكن فجأة صرت أسمع منهن أن المناخ الأوروبي جعلني أجمل! نظرت في المرآة ولم أجد أي تغيّر في ملامحي… عندها فهمت أن بعض النظرات لا تتبدل إلا عندما يتبدل الرصيد البنكي.”
كلمات بسيطة، لكنها تحمل عمقًا نفسيًا واجتماعيًا كبيرًا. دياتا لم يتحدث عن الجمال الخارجي بقدر ما لامس حقيقة مؤلمة يعيشها كثير من الشباب: أن الاعتراف والاحترام لا يأتيان أحيانًا إلا بعد النجاح المادي أو الشهرة.
هذه القصة ليست عن كرة القدم فقط، بل عن الوعي الذاتي والثقة بالنفس، وعن إدراك الإنسان لقيمته بعيدًا عن المظاهر والأحكام السطحية. لقد قدّم دياتا درسًا عمليًا في النضج والاتزان، حين اختار أن يرى في تجربته مصدرًا للإلهام لا للمرارة.
وفي زمنٍ تتبدّل فيه المعايير، تذكّرنا تجربة اللاعب السنغالي بأن الجمال الحقيقي يبدأ من الداخل، وأن من يرى فيك قيمتك بعد نجاحك، لم يرَك حقًا قبل ذلك.
هكذا يتحول لاعب كرة قدم شاب إلى قدوة في الوعي والإلهام، يثبت أن الاحتراف الحقيقي لا يُقاس فقط بالملاعب، بل أيضًا بما يحمله الإنسان من بصيرة ونقاء في داخله.
بقلم سيداتي بيدا