google.com, pub-5726207047985757, DIRECT, f08c47fec0942fa0
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرئيسية / الخميسات… مجلس يصادق ورئيسة تصمت: أين هو الحوار مع المواطنين

الخميسات… مجلس يصادق ورئيسة تصمت: أين هو الحوار مع المواطنين

ماروك24ميديا

انعقدت صباح يوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 الدورة الاستثنائية للمجلس الإقليمي بالخميسات، برئاسة السيدة بشرى الوردي، وبحضور الكاتب العام عبد الله وقاص، حيث ناقش الأعضاء مجموعة من النقاط المدرجة في جدول الأعمال، في أجواء اتسمت أحيانا بالهدوء وأحيانا أخرى بالجدل والنقاش الساخن.
في كلمتها الافتتاحية، ثمنت الرئيسة المجهودات الكبيرة التي يبذلها السيد عامل الإقليم، مشيدة بتتبعه الدقيق للمشاريع التنموية وسهره على تنزيل البرامج الموجهة لتحسين ظروف عيش الساكنة. غير أن النقاش سرعان ما احتد عند مناقشة مشروع ميزانية سنة 2026، الذي بلغ مجموعه العام 55.014.293,95 درهما، حيث عبر عدد من الأعضاء عن تحفظهم بشأن طرق صرف الميزانية وتوزيع الاعتمادات المالية، مشيرين إلى أن بعض الجماعات القروية تقصى بانتظام من الاستفادة من المشاريع التنموية.
هذا النقاش أعاد إلى السطح سؤال العدالة المجالية داخل الإقليم، وهل التنمية تسير فعلا وفق مقاربة منصفة، أم أنها ما زالت رهينة الحسابات السياسية والتوازنات الحزبية؟
في المقابل، صادق المجلس أيضا على تعديل النظام الأساسي لشركة التنمية المحلية “مدرستي”، ووافق على مساهمة مالية قدرها 642 ألفا و800 درهم لتقوية النقل المدرسي ومحاربة الهدر الدراسي بالعالم القروي. قرارات اعتبرت إيجابية في المبدأ، لكنها بحاجة إلى تفعيل فعلي ومتابعة ميدانية تضمن أثرها الاجتماعي الحقيقي.
غير أن الحدث الأبرز والأكثر إثارة للجدل لم يكن داخل جدول الأعمال، بل بعد اختتام الجلسة.
فقد طلب عدد من المراسلين الصحفيين تصريحا من السيدة الرئيسة حول مخرجات الدورة ومضامين القرارات، غير أنها امتنعت عن الإدلاء بأي تصريح، مما خلق استغرابا واسعا في صفوف الصحفيين والمتتبعين، خاصة وأن التواصل مع الإعلام جزء من الشفافية المطلوبة في تدبير الشأن العام.
أثار هذا الموقف نقاشا حادا حول ضعف التواصل بين المجلس ووسائل الإعلام المحلية، في وقت تؤكد فيه الخطابات الملكية السامية مرارا على أهمية الإنصات للمواطنين، والتفاعل مع انشغالاتهم.
فكيف يمكن إنارة الرأي العام إذا أغلق باب الحوار؟
وكيف يمكن تهدئة الاحتقان الاجتماعي إذا ظلت المعلومة محجوبة؟
وقد وعدت السيدة الرئيسة في نهاية اللقاء بعقد اجتماع مستقبلي مع ممثلي المنابر الإعلامية، مؤكدة أنه سيتم برمجة لقاء تواصلي لمناقشة مختلف القضايا المطروحة على مستوى الإقليم، وهو وعد ينتظر الرأي العام المحلي أن يرى النور في أقرب الآجال.
ورغم كل ما تحقق، تبقى الأسئلة الكبرى معلقة:
هل سيبقى بعض المنتخبين يكتفون بالتصفيق لمجهودات السيد العامل والمصادقة على كل المشاريع دون ممارسة دورهم الرقابي؟
هل سيجرؤون على فتح قنوات التواصل مع الإعلام والمجتمع المدني؟
أم سيبقون منغلقين داخل مكاتبهم ودوراتهم، بينما يكتفي الإعلام بنقل ما يقال من وراء الأبواب؟
ثم، هل ستكون هناك مصالحة حقيقية بين المواطنين والمنتخبين – ممثلي الأحزاب السياسية – أم أن هذه المصالحة ستظل مؤجلة إلى موعد الانتخابات فقط؟
وأين هو تأطير الشباب وإشراكهم في النقاش العمومي؟ كيف يمكن تهدئة الاحتقان ورفع منسوب الثقة إن استمر الصمت والتوجس بدل التواصل والانفتاح؟
الخميسات اليوم تعيش أوراشا تنموية مهمة ومشاريع واعدة، لكن السؤال الجوهري يبقى:
من سيخرج إلى الرأي العام ليشرح، ويطمئن، ويقدم المعلومة للمواطنين بصدق ووضوح؟
أليس هذا هو الدور الحقيقي للمنتخبين الذين منحهم المواطنون ثقتهم؟
إن التنمية لا تختزل في الأرقام والمشاريع، بل تقاس بمدى قرب المسؤولين من الناس، وقدرتهم على بناء جسور الثقة والحوار.
ويبقى السؤال الأخير مفتوحا على ألسنة الجميع:
هل سيكسر مجلس الخميسات جدار الصمت، أم سيستمر المواطنون في انتظار صوت يكلمهم؟
– بقلم: لطيفة بنعاشير

 

 

شاهد أيضاً

حين تُسرق المريضة في فراشها… أيُّ ضمير هذا يا طنجة

ماروك24مديا  في طنجة، المدينة التي كانت تُلقَّب بعروس الشمال، حدث ما يشيب له الولدان. في …

لمديرية الجهوية للصحة و الحماية الاجتماعية بجهة فاس مكناس تنخرط في تخليد اليوم العالمي للسكتة الدماغية

ماروك24ميديا المديرية الجهوية للصحة و الحماية الاجتماعية بجهة فاس مكناس تنخرط في تخليد اليوم العالمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *