المحمدية تغرق في الظلام… فمن يحاسب المتقاعسين

ماروك24ميديا

ما تعيشه مدينة المحمدية هذه الأيام ليس مجرد أعطاب تقنية عابرة، بل هو انهيار واضح في منظومة الخدمات العمومية، وفضيحة إدارية بامتياز. مدينة بأكملها تُترك تحت رحمة الظلام، وسط صمت مريب ومخجل من الجهات المعنية، وكأن معاناة المواطنين لا تعنيهم في شيء.

انقطاعات متكررة للكهرباء، دون إشعار، دون تفسير، دون حتى الحد الأدنى من التواصل مع السكان. أجهزة منزلية تحترق، محلات تتكبد خسائر فادحة، حياة يومية تُشل بالكامل… والفاعل؟ مجهول رسميًا، رغم أن الجميع يعرف من يُفترض أن يكون في موقع المحاسبة.

فهل يعقل، في بلد يتحدث عن التحول الرقمي، الطاقات النظيفة، والاستثمار في البنية التحتية، أن تُظلم مدينة بحجم المحمدية بهذا الشكل المهين؟ أين هي شعارات التنمية؟ أم أنها لا تُطبّق إلا في العروض الرسمية والنشرات الإعلانية؟

الساكنة لم تعد تطالب بحلول ترقيعية، بل تُطالب الآن بمحاسبة المسؤولين المباشرين عن هذا الفشل:

من سمح بهذا الاستهتار؟

من يراقب أداء شركة التوزيع؟

وأين هو المكتب الوطني للكهرباء من كل هذا العبث؟

نحن لا نطلب امتيازات، بل نطالب بأبسط الحقوق: كهرباء مستقرة، خدمات موثوقة، وشفافية في التواصل. ما يحدث اليوم هو تجسيد فجّ لغياب المساءلة، وتراكم سنوات من التساهل مع التقصير الإداري.

إن استمرارها هذا الوضع سيؤدي لا محالة إلى انفجار اجتماعي مشروع، وعلى المسؤولين أن يدركوا أن صبر المواطنين ليس أبدياً. فإذا لم تُتخذ إجراءات صارمة وعاجلة، وإذا لم يُخرج للرأي العام تقرير واضح يحدد المسؤوليات ويقترح التعويضات، فإن الثقة المهزوزة أصلاً ستنهار بالكامل.

المحمدية ليست مدينة منسية. ولن تقبل أن تُعامل كحيّ مهمّش.

وعلى من يتهرّبون من أداء واجبهم أن يعلموا أن زمن الإفلات من المحاسبة قد ولّى… أو على الأقل، يجب أن يولّي.

بقلم: سيداتي بيدا