ماروك24ميديا ٨
في زحام الأيام، نركض خلف تفاصيل الحياة، نعدّ ساعاتنا، نكدّ في أعمالنا، نُراكم الإنجازات كأن الزمن عدوّ يجب أن نسبقه… لكننا ننسى، أن الحياة في جوهرها ليست سباقًا، بل رسالة.
الحياةُ ليست أطول من ظلّ عابرٍ على جدار الوقت، لكنها تحمل القدرة على أن تُخلّد إنسانًا بكلمة، بموقف، بابتسامة زرعها في وجهٍ حزين، أو خيرٍ قدّمه دون أن ينتظر شيئًا في المقابل.
نحنُ نمرّ كالبحر، تتعاقب أمواجنا بين أفراحٍ زرقاء وأتراحٍ رمادية، لكننا نملك الخيار: أن نكون عبورًا باهتًا، أم بريقًا ينعكس في ذاكرة من حولنا. نزرع بذور العطاء، وقد لا نرى ثمارها، لكننا نوقن أنها ستنبت يومًا، حيث لا نكون… لكن أثرنا يكون.
العمر لا يُقاس بالسنوات، بل بالمواقف التي وقفنا فيها حين تراجع الآخرون، بالكلمات التي قلناها حين صمت الجميع، بالخير الذي منحناه حين كان الكل ينتظر الأخذ.
ليس السؤال: كم سنعيش؟ بل: كيف سنُذكر؟
هل ستُقال أسماؤنا ذات يوم مقترنة بابتسامة؟ هل سيهمس أحدهم: “كان إنسانًا نبيلاً، مرّ من هنا وترك في قلبي شيئًا لا يُنسى”؟
اصنع لنفسك أثرًا لا تذروه الرياح. عش بقلبٍ كبير، يمنح دون حساب، ويحب دون شروط، ويعفو دون تردد. أنر دروب الآخرين، ولو بكلمة، فالكلمة الطيبة حياة… وكم من كلمة بعثت الأمل في قلبٍ كاد أن ينهار.
وختامًا…
لا تقِس حياتك بطولها، بل بعمقها.
ولا تبحث عن خلود الأجساد، بل عن خلود الذكرى.
ازرع أثرك اليوم، فالغد ليس مضمونًا، والرحيل قادم لا محالة.
بقلم/ سيداتي بيدا