ماروك24ميديا
مقر اليونيسكو نمودجا للإهمال.
لم نعد بمدينة الخميسات نقتصر على استنشاق نثانة الأزبال خلال إضراب عمال حرموا من عقود عمل دائمة و انخراط في صندوق الضمان الاجتماعي ، بل أضحت كل حواسنا ترى وتسمع و تلمس تعاضم عجز التسيير والتدبير.
فكيف يعقل لكوادر حزبية من معارضة و أغلبية عالية التكوين، أن تعجز عن ايقاف نزيف الاختلالات في عقود شراكة مع شركات تدبير النظافة؟ كيف يمكنهم أن يبرروا عدم مطالبتهم باسترداد مبالغ الغرامات ضد الشركة المقصرة في أدائها بشكل فاضح ؟ كيف تماهوا مع الإنفاق المبالغ فيه في مهرجان صيفي لسنة 2024 لمدينة تعيش في نكبة ؟ كيف صمتوا على تبديد أموال في اقتناء آلية صباغة ممر الراجلين مركونة في الظل؟
تتلاحق شبهات سوء التدبير في فضائح لسوق أسبوعي رذيئ البنيان، ستننظر الساكنة إصلاحه قرونا من الزمان، أو نقله لأبعد مكان حتى تمسح صفقات تفويته بالنسيان من ذاكرة رسخت الخذلان في الأذهان .
تراكمت الإخفاقات من تنزيل مشروع معهد الموسيقى و مقبرة بلدية ومجرزة حديثة بذل المقبرة الحالية بتقريرها الأسود ، فأسدل الزمورين الستار عن طمر لمعالم المسبح الأولمبي بأطنان من الحجر والركام بعد إصلاحات سطحية لمسبح صغير و سوق سمك بنافورة التزيين وبدون مستودع تبريد ولا تخزين.
فبعد انفجار قضية حماية البيئة إثر جريمة تشذيب أشجار المدينة و بيعها بالسنتيم ، و انهيار وهم اصلاح منتزه 3مارس و تلاه استسلام غابة المقاومة للإهمال .
و يتسائل المتابعون هل القوانين الجديدة التي منحت للجماعات الترابية اختصاصات وصلاحيات غير مسبوقة وبدون وصاية مباشرة من طرف مصالح وزارة الداخلية ،فتحت شهية البعض لتبديد الأموال العمومية لتجعل المجلس يتخبط في مشاكل سواء التدبير والتسيير و تعثر في تنزيل البرامج.
ضعف أداء و غياب التخطيط والبرمجة المستبصرة ، عدم اعتماد رؤية واضحة لإعداد المخططات، و فشل ذريع في برامج العمل و أبسطه تدبير النفايات المنزلية سواء خلال الإعداد ،الجمع والنقل،و الإيداع في المطرح الضعيف التهيئة، والتخلص من النفايات لمعالجتها وثتمينها . تهاوى تطبيق مقتضيات القانون 28.00 في عقد شراكة ملغوم البناء كما وصفه الكثيرين ، لم يعرف انتظام اجتماعات لجان المراقبة، ولا القيام بدراسات محينة تدريجيا ، ولا مراقبة صارمة للوتائق والتقارير المالية والمحسباتية.
سوء التدبير لم يقتصر على عقود شراكة أعاقت التنمية ، بل اختلالات متتالية في عدم استخلاص الرسوم والواجبات المستحقة للجماعة، وعدم الحفاظ على أملاك الجماعة العقارية بل وتسليم بعضها بشكل عبثي ، قصور في جرد ممتلكات الجماعة العقارية في سجلات و تسويه وضعية العقارات ، لازال ملف تكرار أرقام الأكشاك و نشر لائحة الاعوان العرضيين يلقي بظلاله على تراجع ثقة المواطنين .
والطامة الكبرى عدم القدرة في القطع مع الغياب المتكرر لبرلمانين ينتظر منهم كشف المستور و جلب الاستثمارات .
الرأي العام في كل دورة جماعية يبتهج بأفكار مشاريع جديدة ذات أفاق واعدة تنهار مع مرور الزمان .
فمشروع تحويل مقر اليونيسكو العتيق بعد سنوات من الإهمال إلى مشروع رائد لترويج الصناعة التقليدية لم يلقى انتشاء للمنتظرين ، بقدر ما كان تساؤل: أهو سياسة استدراج لقتل الأسى الذي استشرى في النفوس، أ م ستكون بداية لدحرجة كرة الثلج الممتلئة بتراكم الإخفاقات لتحول الرأي العام لطوفان السخط المترقب للتغيير.
متابعة عفاف بنزكري من الخميسات