ماروك24ميديا
في زمن تتسابق فيه الدول على بناء “المستقبل”، يبدو أن للبعض تعريفًا خاصًا للمستقبل: ملاعب بـ 100 ألف مقعد، وشاشات عملاقة، وأضواء لا تنطفئ… في حين تنطفئ أنوار البيوت المنهارة على رؤوس ساكنيها.
نحن لا نقلل من شأن “كأس العالم”، ولا نعارض الرغبة في وضع البلاد على الخريطة الكروية الكونية. لكن، هل أصبح الحلم بمونديال 2030 أكثر إلحاحًا من مأوى دافئ لمُسنة فقدت بيتها في زلزال الحوز؟ وهل أصبح عدد الملاعب أهم من عدد الأغطية في قرى لا تعرف بعد الكهرباء ولا الماء الصالح للشرب؟
قد يقول قائل: “الاستثمار في الرياضة جزء من التنمية”، ونحن نتفق. ولكن أليس الاستثمار في البشر، أولى؟ أليس “الحق في السكن” من أبسط الحقوق، قبل أن نتحدث عن الحق في المدرجات؟
من المؤكد أن المشجع الأجنبي القادم في 2030 سيكون سعيدًا برؤية ملاعب خضراء… لكن، هل سيمر فوق القرى المنكوبة بطائرة خاصة دون أن يراها؟ أم سيتم لفها بستار فاخر كي لا تُخدش صورته على إنستغرام؟
نحن نُحيي كل جهد يُبذل لتنمية البلاد، لكن نرجو فقط أن تكون أولوياتنا على مستوى إنسانيتنا، لا على مقاس عدسات الكاميرات. لا مانع من بناء الملاعب، شرط ألّا نُشيّدها فوق أنقاض منازل لم تُرمَّم بعد، ولا فوق أحلام مواطن ينام في خيمة منذ شهور.
دعونا لا نحول الكرة إلى قبة تغطي على الفقر، ولا نسمح للمباريات أن تسجل أهدافًا في مرمى الكرامة.
فالشتاء قادم، والمونديال ما زال بعيدًا.
لكن البرد لا ينتظر.
بقلم: سيداتي بيدا