ماروك24ميديا
في زمن التحول الرقمي وسنة 2025 التي أصبحت فيها التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياة المواطن، ما تزال ساكنة حي عين هارون، وبالضبط زنقة 24 عين هارون بفاس، تعاني من غياب خدمة الإنترنت المنزلي، رغم أن الحي يُعد من الأحياء العريقة في قلب المدينة، ويشهد كثافة سكانية معتبرة ونشاطًا تجاريًا متزايدًا.
عدد من السكان عبّروا عن استيائهم العميق من الوضع، خاصة بعدما تلقوا ردًا غريبًا من تقنيي شركة اتصالات المغرب، يفيد بأن “مكان الربط غير متوفر حاليًا”، وأنه على الراغبين في الاستفادة من خدمة الإنترنت “كتابة عريضة أو التوجه مباشرة إلى مقر الشركة للاحتجاج”.
ردٌّ كهذا أثار موجة من التساؤلات حول مدى التزام الشركة بواجبها في تعميم الربط بالشبكة، خصوصًا في مدينة بحجم فاس، التي تُعتبر مركزًا حضريًا وثقافيًا واقتصاديًا بارزًا. فكيف يُعقل أن تُحرم عائلات بأكملها من خدمة أساسية مثل الإنترنت، في وقت أصبحت فيه الدراسة، والإدارة، والتجارة، والحياة اليومية مرتبطة بالشبكة الرقمية؟
السكان يرون أن هذا تقصير غير مبرر من شركة تُعتبر من أقدم وأكبر الفاعلين في قطاع الاتصالات بالمغرب، ويطالبون بضرورة توسيع البنية التحتية للشبكة في أسرع وقت ممكن، وتمكين الجميع من حقهم المشروع في الولوج إلى الإنترنت، دون انتظار شكايات أو احتجاجات.
وفي هذا السياق، يوجه المواطنون نداءً صريحًا إلى شركة اتصالات المغرب وإلى الجهات الوصية على القطاع، من أجل التدخل العاجل لإنصاف الساكنة وتمكينها من حقها في التواصل والاتصال بالعالم، احترامًا لمبدأ تكافؤ الفرص الرقمية الذي تنادي به المملكة.
ففي مدينة فاس، عاصمة العلم والحضارة، لا ينبغي أن يكون الإنترنت امتيازًا، بل حقًا أساسياً لكل مواطن.
بقلم سوجاع أحمد