ماروك24ميديا
تحركات عامل إقليم الخميسات الجديد تذكرنا بمطالب جيل الزيد، الجيل الذي فقد ثقته في المنتخبين والحكومات السابقة وأضحى يناشد تدخلات الملكية وممثليها لتحقيق التنمية دون المساس بالمؤسسات. اليوم، نشهد نفس الروح ولكن بحضور رسمي مباشر: عامل الإقليم، ممثل صاحب الجلالة، يتحرك بسرعة وفعالية لإعادة المدينة إلى مسار التنمية.
منذ قدومه، بدأ العامل بدراسة الوضع بعمق، ووضع حلولا عملية، وأطلق مشاريع واستثمارات تنموية، إلى جانب تحسين التزويد بالتمويلات الأساسية، كل ذلك بهدف النهوض بإقليم طال تهميشه لعقود. هذه التحركات السريعة تمنح سكان الخميسات أملا بأن التغيير ممكن وأن الزمن يمكن استغلاله لصالح المدينة.
دورة المجلس الجماعي الأخيرة، تحت عنوان في إطار داويين وصاف، شهدت مناقشة جميع النقاط المدرجة، وصوت المجلس بالإجماع لمصلحة المدينة. هذا التوافق النادر يعكس وضع التنمية فوق أي خلافات شكلية أو مصالح ضيقة.
لكن، السؤال الذي يفرض نفسه: هل ستظل هذه المصادقة مجرد توقيع على أوراق، أم أن المجلس سيخطو خطوات فعلية لجلب استثمارات حقيقية؟ هل سنشهد مشاريع ملموسة على أرض الواقع، أم ستظل المدينة تنتظر؟ وهل سيحظى الجانب الثقافي بنفس الزخم، لتعود للخميسات بريقها وتستعيد مكانتها كفضاء للإبداع والفن، إلى جانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟
هل ستتحول التصريحات إلى أفعال؟ هل سنرى التعاون بين جميع الأطراف لمصلحة الإقليم، أم ستتكرر سيناريوهات الماضي؟
الخميسات اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة كتابة مستقبلها، مع عامل إقليم يجسد تمثيلا حقيقيا لصاحب الجلالة. الحاضر يفتح الأمل، والمستقبل بين أيدينا لكن الإجابة على هذه الأسئلة ستحدد إن كانت المدينة ستظل تنتظر أم ستنطلق نحو التغيير الحقيقي.
– لطيفة بنعاشير.