متابعة/ماروك24مديا
شهدت مدينة الحسيمة، يوم الخميس 4 شتنبر 2025، حدثًا إنسانيًا بارزًا تمثل في تشييع جثمان الراحل أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي، الذي منحته السلطات ترخيصًا استثنائيًا لحضور جنازة والده. وقد عرفت مراسيم العزاء حضورًا واسعًا لأبناء المنطقة الذين جاؤوا لتقديم واجب العزاء ومشاطرة العائلة لحظات الحزن، في أجواء تميزت بالاحترام والهدوء.
إلا أنّ بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي سارعت إلى ترويج صور ومقاطع قديمة، مدعية وقوع انفلات أمني في الحسيمة، وهو ما فندته الوقائع الميدانية وتقارير الإعلام المحلي والوطني. فالمدينة عاشت يومًا عاديًا، والجنازة مرت في إطار من السكينة والتضامن الشعبي، بعيدًا عن أي فوضى أو اضطرابات.
الجنازة حملت أيضًا بُعدًا رمزيًا، حيث استغل بعض المشاركين الفرصة للتعبير عن مطلبهم المتعلق بإطلاق سراح المعتقلين من أبناء الريف، لكن ذلك تم في إطار حضاري وسلمي، دون رفع أي شعارات معادية للدولة أو المس بالوحدة الوطنية. على العكس، فقد جاءت كلمة ناصر الزفزافي لتؤكد على المواطنة الصادقة، وتشدد على أن المغرب وطن واحد لا يتجزأ، من الصحراء إلى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب.
هذه الحقائق الميدانية تكشف زيف الأخبار المتداولة التي تحدثت عن “انفلات أمني”، وتؤكد أن ما جرى في الحسيمة كان لحظة تضامنية إنسانية بالدرجة الأولى، طغت عليها مشاعر الاحترام لحرمة الميت والتقدير لعائلته، في مشهد عكس نضج ساكنة المنطقة وتمسكهم بالاستقرار والوحدة الوطنية.
إن نشر مثل هذه الأخبار الزائفة، بعيدًا عن أي مهنية أو تحقق، يهدف إلى خلق البلبلة والتشويش على الرأي العام. ومن هنا تبرز أهمية التمييز بين الخبر الصحيح والإشاعة المغرضة، خاصة في أحداث حساسة تمس حياة الناس واستقرار المجتمع.
أحمد سوجاع