متابعة/ماروك24ميديا
يُعدّ المولد النبوي الشريف من أعظم المناسبات التي يحتفي بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، لما يمثله من محطة روحية سامية يستحضر فيها المؤمنون سيرة خير خلق الله، النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويتأملون في قيمه النبيلة، وأخلاقه العظيمة، ودعوته إلى المحبة والتسامح والسلام.
وفي هذا السياق، شهد مسجد الحسن الأول بحي السلام بمدينة الخميسات، مساء يوم الخميس 11 ربيع الأول 1447 هـ الموافق لـ 4 شتنبر 2025 مـ، حفلاً دينياً مهيباً ترأسه عامل الإقليم السيد عبد اللطيف النحلي، بحضور شخصيات دينية ومدنية وأمنية، وجمع غفير من المواطنين الذين غصت بهم جنبات المسجد.
روحانية المناسبة
افتُتحت الأمسية الدينية بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ عبد النبي عامر، تلتها وصلة إنشادية في مدح خير البرية من قصيدة البردة للإمام البوصيري، شدا بها ثلة من المنشدين بصوت شجي يلامس شغاف القلوب.
وقد ألقى الأستاذ محمد العين، عضو المجلس العلمي المحلي، درسًا دينيًا بعنوان: “قطوف ندية من السيرة النبوية العطرة”، سلط فيه الضوء على جوانب مشرقة من حياة النبي الأكرم، مركزًا على أخلاقه العالية ورسالته الجامعة التي خاطبت الروح والعقل.
كما خُتمت الأمسية بقراءة فقرات من كتاب “الشفا” للقاضي عياض، تولاها الأستاذ محمد العاطفي، ليُتوج الحفل بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، ولولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

دلالة الحدث
إن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بهذه الحفاوة ليس مجرد طقس ديني عابر، بل هو تعبير عن عمق ارتباط المغاربة بدينهم الحنيف، وتجسيد للعناية التي يوليها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله للشأن الديني، وضمان استمرارية هذا الإرث الروحي الأصيل.
وتُمثل هذه المناسبة فرصة لإعادة التأكيد على القيم التي أسّس لها الإسلام، من تواضع ورحمة، ومن عدل وإحسان، ومن وحدة وتراحم، كما تُسهم في ترسيخ مبادئ التعايش والتآخي بين مكونات الأمة، في ظل الاستقرار والأمن الذي تنعم به المملكة المغربية.
خاتمة
يبقى المولد النبوي الشريف حدثًا يتجاوز الاحتفال الظاهري ليُصبح دعوة للتأمل والتغيير، وللاقتداء بسيرة من قال عنه الله تعالى: “وإنك لعلى خلق عظيم”. كما أن مثل هذه المناسبات تُحيي في النفوس شعلة الإيمان، وتُعيد للقلوب صفاءها، وللأمة وحدتها وألقها.
بقلم.. مهرة الحسين.