متابعة/ماروك24ميديا
أن تمنع إنسانا من الكلام ظلم… لكن أن تمنع حيوانا جائعا من الأكل، فذلك قسوة لا توصف.
القطط والكلاب التي تملأ شوارعنا لم تختر مصيرها. لم تسرق، لم تؤذ، لم تذنب. هي مخلوقات خلقت مثلنا، لها أرواح وأحاسيس، لكنها بلا صوت، بلا دفاع. ومع ذلك، نحن نحاكمها بأقسى العقوبات: إما قتل مباشر بالسموم والرصاص، أو قتل بطيء عبر التجويع ومنع الناس من إطعامها. ما الفرق إذن؟ أليس كلاهما جريمة؟
أي منطق يجعلنا نغلق أفواه الحيوانات عن الطعام بحجة “النظافة” أو “النظام”؟ وهل أصبحت شوارعنا أنظف بقتل كائن ضعيف؟ أليس الأجدر بنا أن نواجه أصل المشكلة بالتعقيم والتلقيح وبناء ملاجئ تحفظ كرامة الحيوان والإنسان معا؟
ديننا وثقافتنا لم تبن على القسوة. ألم يقل النبي ﷺ إن امرأة دخلت النار لأنها حبست قطة ومنعتها من الطعام؟ فكيف نرضى اليوم بقرارات تشرعن الجوع والموت البطيء لكائنات لا ذنب لها؟
نربي أبناءنا على الرحمة… ثم نشرع القسوة. أي نفاق هذا؟
الحقيقة أن منع الطعام عن حيوان جائع ليس سياسة، بل سقوط أخلاقي. إنه جرح في إنسانيتنا قبل أن يكون إجراء إداريا. الرحمة ليست رفاهية، الرحمة امتحان يومي، ومن يسقط فيه مع الحيوان… قد يسقط فيه غدا مع الإنسان.
متابعة: لطيفة بنعاشير