متابعة/ماروك24مديا
أي زمن هذا الذي يترك فيه طفل في الثالثة عشرة فريسة لوحوش بشرية؟ أربعة عشر مجرما حطموا جسده الصغير، اغتصبوا ضوءه الداخلي، وتركوه يتخبط بين الصمت والكوابيس. البشير، يتيم الأب، وأمه غارقة في وجعها النفسي، لم يجد من يحميه، لم يجد من يمسح عنه رعب تلك الليلة السوداء.
اليوم يعيش البشير في عزلة خانقة، يحمل جسدا صغيرا بروح منهكة، يختبئ من نظرات الناس ويهرب من أسئلة الصمت. كل تفاصيله تغيرت: ضحكته انطفأت، براءته سحقت، وخوفه صار ظله الدائم.
إلى المجتمع: صمتكم جريمة لا تغتفر.
إلى العدالة: تأخركم يقتل الطفولة مرتين.
إلى المسؤولين: كل دقيقة صمت شراكة في الاغتصاب.
البشير ليس حالة فردية، بل مرآة لطفولة تغتصب كل يوم خلف الأبواب المغلقة. مأساة البشير صفعة على وجوهنا جميعا: هل نحن مجتمع حي أم مقبرة للبراءة؟
المطلوب الآن وبلا تأجيل:
عدالة عاجلة وصارمة لا رحمة فيها تجاه المجرمين.
دعم نفسي فوري للبشير، لأن آثار الجريمة لا تمحى إلا بالعلاج والرعاية.
برامج وقاية ومراقبة داخل الأحياء والمدارس، لئلا يتحول أطفال آخرون إلى ضحايا.
قوانين حازمة تضع أمن الطفل فوق كل اعتبار، بلا ثغرات ولا أعذار.
البشير ليس مجرد طفل مغتصب.. البشير قضية، وصوت، وصفعة.
العدالة له اختبار لإنسانيتنا: إما أن نكون مجتمعا يحمي أبناءه، أو نكون أوصياء فاشلين على مستقبلهم.
الطفولة لا تشترى.. لا تباع.. لا تهدر. وكل لحظة صمت، هي مشاركة في الجريمة.
متابعة: لطيفة بنعاشير