google.com, pub-5726207047985757, DIRECT, f08c47fec0942fa0
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرئيسية / النظافة مسؤولية جماعية.. العيب فينا

النظافة مسؤولية جماعية.. العيب فينا

متابعة/ماروك24مديا 

كثيرًا ما نحمل المسؤولية في ملف النظافة للشركات المفوض لها جمع النفايات، ونوجه أصابع الاتهام نحو تقصيرها في خدمة أحيائنا وشوارعنا. غير أن الحقيقة أحيانًا تُظهر لنا وجهًا آخر، وجهًا صادما يثبت أن المشكل أعمق من مجرد تقصير إداري أو ضعف لوجيستي.

صباح اليوم، وأنا في طريقي إلى عملي، مررت بالقرب من إحدى شاحنات جمع النفايات التي كانت تؤدي مهامها بجدية، بعمالٍ منهمكين في عملهم الشاق، يستحقون كل الشكر والتقدير على جهدهم المبذول في ظروف صعبة. لحظتها شعرت بالارتياح لأن الحي بدأ يستعيد نظافته.

لكن سرعان ما تبدّد هذا الشعور وأنا أرى امرأة في عقدها الرابع، أنيقة المظهر ومرتبة الهندام، تحمل بين يديها سطل القمامة. توقعت أن تتوجه نحو العمال الذين لم يبعدوا عنها سوى أمتار قليلة، لكنها للأسف قامت بفعل صادم: أفرغت نفاياتها وسط الطريق، غير مكترثة بالنظام ولا بالمجهود الذي بُذل للتو.

واجهتها بكلمة “عيب يا سيدة”، فكان ردها ابتسامة ماكرة ووجه بارد لا يحمل أي شعور بالذنب، ثم واصلت طريقها وكأن شيئًا لم يحدث.

هذه الواقعة البسيطة تختصر أزمة النظافة في مدينتنا: العيب فينا نحن قبل غيرنا. فالمشكل ليس فقط في الشركة ولا في المجلس البلدي، بل في سلوكياتنا اليومية التي تُفرغ كل المجهودات في الهواء. ما قيمة عمل الشاحنات والعمال إذا كان بعض المواطنين يصرّون على تحويل الأزقة إلى مطارح عشوائية؟

إن النظافة ثقافة قبل أن تكون خدمة، وسلوك حضاري يترسخ في البيت والمدرسة والحي، قبل أن يُفرض بالقانون أو العقوبات.

فإذا أردنا فعلًا مدينة نظيفة، علينا أن نبدأ من أنفسنا: من احترام جداول مرور الشاحنات، من وضع النفايات في الأماكن المخصصة لها، ومن التربية على أن النظافة ليست خدمة نستهلكها، بل قيمة نعيش بها.

بقلم: سوجاع أحمد

شاهد أيضاً

حين تُسرق المريضة في فراشها… أيُّ ضمير هذا يا طنجة

ماروك24مديا  في طنجة، المدينة التي كانت تُلقَّب بعروس الشمال، حدث ما يشيب له الولدان. في …

لمديرية الجهوية للصحة و الحماية الاجتماعية بجهة فاس مكناس تنخرط في تخليد اليوم العالمي للسكتة الدماغية

ماروك24ميديا المديرية الجهوية للصحة و الحماية الاجتماعية بجهة فاس مكناس تنخرط في تخليد اليوم العالمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *