متابعة/ماروك24مديا
لم تعد مدينة الخميسات، في نظر كثيرين، مجرد مدينة هادئة على هامش الصخب الوطني، بل أصبحت مسرحًا لقصص تتجاوز الخيال في سوداويتها. أحدث ما يروَّج اليوم هو توقيف مستشارة جماعية بإحدى جماعات سوس، رفقة ابنتها، في قضية يُشتبه أنها تتعلق بـ الاتجار في البشر، وهي التهمة التي، إن صحت، ستكشف عن واقع يفوق كل التوقعات خطورة.
المعطيات المتداولة تشير إلى أن الابنة تقيم في المملكة العربية السعودية، بينما تستقر العائلة بالخميسات، وأن التبليغ تم بمدينة الدار البيضاء، حيث يُرتقب أن تنطلق جلسات المحاكمة في الأيام القليلة القادمة.
لكن بعيدًا عن أسماء المتهمين وتفاصيل التحقيق، يفرض السؤال نفسه بحدة: هل أصبحت الخميسات تحتضن عصابات تتاجر بمآسي الناس، وتنهب أموالهم تحت غطاء وعود كاذبة بالهجرة نحو الخليج بحثًا عن لقمة العيش؟
هذه القضية، بغضّ النظر عن الحكم الذي ستسفر عنه، تذكّرنا أن الاتجار بالبشر لا يحتاج دائمًا إلى وجوه غريبة أو أماكن مظلمة؛ أحيانًا يرتدي ثياب الاحترام، ويحمل صفات رسمية، ويتحدث باسم المواطنين.
إنها لحظة مفصلية أمام الرأي العام المحلي: إما أن يطالب بكشف الحقيقة كاملة ومحاسبة كل من يثبت تورطه مهما كان نفوذه، أو يظل متفرجًا حتى تتكرر المأساة بصيغ جديدة، وتظل أحلام شبابنا معروضة للبيع في أسواق النصب والاحتيال.
وفي النهاية، لا يمكن للمدينة أن تتقدم وتتطور وهي تسمح لهؤلاء العابثين بمآسي الناس أن يستمروا في حرف المسار، ونشر الوهم والدمار بين العائلات البسيطة. على كل القوى الحية في الخميسات أن ترفع صوتها وتتصدى لهذه الظاهرة بكل حزم، لأن مستقبل شبابنا لا يحتمل المزيد من الخيانات والوعود الكاذبة.
متابعة: لطيفة بنعاشير