فاس لا تحتاج إلى معارض..فهي معرض في حد ذاته ………….معرض أبدي

متابعة/ماروك24ميديا

بقلم: سوجاع أحمد

أيها القائمون على السياحة بمدينة فاس، من أعضاء المجلس الجهوي للسياحة إلى مسؤولي الوكالات ومالكي الفنادق والدور، كل واحد منكم على حدة… لكم مشاريع سياحية، اللهم بارك، اللهم لا حسد.

لكن، هل جعلتم من فاس ممرًا لصالح استثماراتكم فقط؟ وهل تحولت المدينة العتيقة إلى واجهة صورية قبل التوجه مباشرة إلى محلاتكم الفخمة وفنادقكم المختارة سلفًا؟

أين فاس الحقيقية؟ أين الأسواق التي طالما شدت الزوار من مختلف بقاع الأرض؟ أين الحرفيون الذين صدّروا صورة المغرب إلى العالم بأسره؟ لقد أصبح الصانع التقليدي غريبًا في مدينته، والتاجر كالغريب في زقاقه، بعدما تم تهجيرهم تدريجيًا من الفضاءات التي كانت شاهدة على قرون من الإبداع والإنتاج.

بحجة الترميم، تم إخلاء المعامل والدور، وقيل إنها ستُعاد إلى أصحابها. ولكن الحقيقة غير ذلك: المصانع أصبحت فنادق، والورشات تحولت إلى مطاعم، والصانع أصبح عاطلًا، ينظر من بعيد إلى “تراثه” وقد غُرِّب عنه قسرًا.

وعندما يطالب التاجر أو الصانع التقليدي بحقه، لا يجد منكم سوى جوابٍ واحد: “المعارض”… معارض خارج الوطن أو في ضواحي الجهة، وكأنكم نسيتم أن فاس لا تحتاج إلى معارض، فهي المعرض في حد ذاته.

فهي ليست خيمة مؤقتة، بل ذاكرة حيّة تنبض بالحياة في كل درب وزقاق، في كل سوق وورشة، في كل صانع وحرفي وتاجر.

هل نسيتم أن فاس ليست مجرد وجهة تجارية ولا عقارًا سياحيًا مشتركًا بينكم؟ إنها روح مغربية خالصة، مدينة حية بأهلها، بنسائها، بشيوخها، بأطفالها، بصانعيها، وتجارها، ومرشديها الحقيقيين لا المزيفين.

ساكنة المدينة العتيقة لطالما كانت مرحة، بشوشة، كريمة. فدعوا المدينة تعيش، دعوها تُنفس عن نفسها، دعوها تعود لأهلها، دعوا الأسواق تنبض من جديد، بدل أن تتحول الأزقة والدروب إلى مجرد “كوريدورات” سياحية صامتة.

نعم، نريد سياحة، لكن لا نريد “مسرحًا سياحيًا”. نريد اقتصادًا حقيقيًا يستفيد منه الجميع، لا مخططًا انتقائيًا يضع الأرباح في جيب فئة محددة، ويترك البقية في الهامش.

فاس ليست دعوة لحضور معرض… بل هي المعرض كله. فلا تجعلوها واجهة تجارية خاوية من روحها.