ماروك24 ميديا – Maroc24media جريدة إلكترونية مغربية لكل ماهو مستجد
متابعة/ماروك24ميديا
في الوقت الذي تعاني فيه مدينة فاس من اختناق اقتصادي واجتماعي غير مسبوق، ومن تراكم الأزمات الخدمية اليومية من نقل حضري مشلول، وإنارة مهترئة، وأزقة تغرق في الأزبال، وغياب فرص الشغل أمام شباب يائس… يخرج علينا السيد عمدة المدينة، عبد السل
ام البقالي، بمشروع غريب في توقيته، مفاجئ في أسبقيته، يخص حيازة سينما “بيجو”، المعلمة السينمائية التاريخية بفاس الجديدة.
نعم، لا أحد يُنكر ما لسِينما “بيجو” من رمزية ثقافية وفنية في ذاكرة المدينة. فهي معلمة تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي، أنشأها رجل الأعمال الفاسي السيد بلفيسي بتكليف من عائلة “توسي”، وكانت توصف بأجمل حديقة سينمائية صيفية في شمال إفريقيا. لكن السؤال الذي يؤرق الساكنة اليوم: هل هذا هو وقت الاستثمار في دور العرض؟
ألم يكن الأجدر بالسيد العمدة أن يفتح أعينه على الأحياء المهمّشة التي تعاني من الظلام الدامس كل ليلة؟
ألم يكن الأولى أن يعالج ملف النقل الحضري الذي ترك كبار السن والطلبة والعمال يتنقلون في ظروف مذلة؟
أين هي خطة النهوض بالتشغيل؟ أين مشاريع التسويق السياحي لمدينة فاس العتيقة؟
أين هو الحوار الحقيقي مع الجمعيات المهنية، ومع السكان؟
أم أن الموروث الثقافي يُستعمل هذه الأيام كمظلّة سياسية لتمرير صفقات “غامضة”، قد تفتح أبوابًا للتساؤل أكثر مما تغلقها؟
الساكنة تتساءل:
كم ستكلّفنا صفقة اقتناء سينما بيجو؟
من المستفيد منها؟ وهل ستعود بالنفع على المواطن؟
هل الأمر مجرد تلميع لصورة مجلس فقد ثقة الناس؟
أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟
في زمن الشفافية والوضوح، ننتظر من السيد العمدة أن يخرج عن صمته، وأن يبرر للرأي العام المحلي هذا التوجه الجديد:
هل نشتري الذاكرة السينمائية، ونترك الواقع يغرق في الظلمة والعطالة والفوضى؟
أم أن هناك استراتيجية متكاملة لا نعرف عنها شيئًا؟
ننتظر الأجوبة… ونتمنى ألا تكون سينما “بيجو” مجرد مشهد تمثيلي آخر في مسلسل طويل من سوء التسيير.
بقلم: سوجاع أحمد
