متابعة/ماروك24مديا
✍️ بقلم: سوجاع أحمد
فاس – لم تعد أزمات النقل، وتدهور البنية التحتية، وتعطيل المشاريع الكبرى هي وحدها التي تكشف عجز جماعة فاس عن الوفاء بوعودها، بل امتد الأمر ليطال أبسط مظاهر الرحمة، هذه المرة في حق الحيوانات.
ففي مشهد صادم، وثق فيديو صُوِّر صباح اليوم من داخل المذبح البلدي بعين قادوس، مجموعة من الكلاب المحجوزة وهي تعاني الإهمال التام: لا طعام، لا ماء، ولا أي تلقيح يحميها من الأمراض. صور تفضح قسوة الإجراء وانعدام الحد الأدنى من الرعاية التي يفرضها القانون وأخلاقيات التعامل مع الكائنات الحية.
القوانين المغربية، فضلاً عن المواثيق الدولية، تنص على أن أي حجز أو إيواء للحيوانات يجب أن يتم في ظروف إنسانية، مع توفير الغذاء والماء والرعاية الطبية. لكن، على أرض الواقع، يبدو أن العمدة وفريقه قد أداروا ظهورهم لهذه الالتزامات، تاركين الحيوانات تواجه الجوع والمرض في صمت.
أزمة قيادة… وانعدام حس المسؤولية
يا أهل فاس، ألم تكفِ الأزمات التي أثقلت كاهلكم منذ بداية هذه الولاية الجماعية؟ من النقل الحضري المنهار، إلى الشوارع المتصدعة، وصولاً إلى المشاريع المتعثرة… وها نحن اليوم أمام صورة جديدة من صور التسيير الفاشل، حيث لم ينجُ حتى الحيوان من الإهمال.
إن ما جرى في مذبح عين قادوس ليس مجرد خطأ عابر، بل مؤشر خطير على غياب الرؤية الإنسانية والإدارية لدى من أوكلت إليهم قيادة المدينة. إنه درس آخر، يؤكد أن اختياركم لهذا العمدة كان خطأً سيدفع الجميع ثمنه، إنسانًا كان أو حيوانًا.
أوجه من خلال هذا المنبر نداءً إلى الجمعيات الجادة في مجال الرفق بالحيوان، للتدخل الفوري ومطالبة السلطات المختصة بفتح تحقيق عاجل، وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة الإنسانية والأخلاقية، وإنقاذ ما تبقى من هذه الكائنات البريئة قبل فوات الأوان.