google.com, pub-5726207047985757, DIRECT, f08c47fec0942fa0
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرئيسية / حين تلامس القصائد شيئا منك… قراءة متمردة في ديوان «عار إلا من الله و للون شطحات لصباح بنداوود»

حين تلامس القصائد شيئا منك… قراءة متمردة في ديوان «عار إلا من الله و للون شطحات لصباح بنداوود»

متابعة/ماروك24ميديا

ليست كل الكتب تُهدى إليكِ في لحظة صدفةٍ عابرة… بعضها يأتيكِ محمّلًا بالدهشة، بالكلمات التي تُشبهكِ أكثر مما كنتِ تظنين.

هكذا كان ديوان الشاعرة صباح بنداود، الذي توصلتُ به كهدية دافئة من الزجالة والفاعلة الثقافية السيدة نجاة، التي تشتغل في القصر البلدي لمدينة تيفلت، خلال فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان تيفلت.

هدية من ذهب، من امرأة مبدعة، إلى امرأة ما تزال تبحث عن ذاتها في الحرف.

صباح بنداود، شاعرة وفنانة تشكيلية، وأستاذة اللغة العربية بالتعليم الثانوي التأهيلي.

حملت الحبر كما تحمل الألوان، تكتب بروحٍ مشبعة بالحس الفني والتمرد الأنثوي.

شاركت في عدد من المهرجانات الوطنية والدولية، حيث قدّمت شعرها كصوت نسائي حر، لا يهادن، ولا يتوارى خلف المجاز.

من بين كل القصائد، كانت “تمرد” الأقرب إلى روحي.

ليست مجرد نص شعري، بل مرآة شفّافة تعكس ما يعيشه كل مبدع حين يختنق بصمت الإلهام.

تصف صباح شيطان الإبداع — ذاك الكائن الذي يزورنا بلا موعد، ويغيب بلا وداع — لا كرمز غامض، بل ككائن له ملامح إنسانية متضاربة:

– «أنيق، مؤمن، هادئ… ثم ثائر، وسيم، ماكر.»

وهل هذا لا يُشبهنا؟

لحظات تأمل وهدوء، يعقبها انفجار داخلي، فوضى، تمرد، قلق… ثم هدوء هشّ آخر.

وعندما تقول:

– «عد شيطاني الوسيم..

فما عاد للحروف لون بدونك»

فكأنها تتحدث نيابة عن كل من فقد فجأة شغفه بالكلمة… حين يغادرنا الإبداع، لا يأخذ الكلمات فقط.

يأخذ البريق.

يسرق الشغف.

ويتركنا فراغًا يشبه الموت البطيء.

أما قصيدة “ثاسا” — وتعني “الكبد” بالأمازيغية — فهي لحظة عُري شعري لا يرحم.

ليست مجرد قصيدة، بل وثيقة وجود لامرأة تكتب من الجذر، من الطين، من النَفَس الأخير للقرية.

تقول:

– “بلدتي الجميلة التي

تنعتني بالجنون وأعشقها”

وهنا المفارقة: أن تُحبّي من لا يفهمكِ.

أن تحتضني من يراكِ غريبة.

أن تكتبي رغم التهم، بل أن تجعلي من الجنون وقودًا للبوح.

وفي النهاية، الجملة التي أوقفتني طويلًا:

“قلبي يا ملجأ للعراة

تحت سماء وطن قاس

هكذا أنت..

رطب كثاسا”

أية شاعرية هذه؟

أن يتحول القلب إلى مأوى رغم كل خيبات الوطن؟ أن نحمل أوطاننا داخل أجسادنا العارية، ونعطيها الدفء بدل أن نأخذه منها؟

في زمن تتناسل فيه القصائد السطحية، تأتي صباح بنداود لتقول:

– “أنا أكتب لأعيش، لا لأتزين بالحروف.”

تمنحنا نصوصها صوتًا خامًا، هشًّا وقويًا في آن، يشبهنا… ويعرينا.

هذا الديوان ليس فقط تجربة شعرية، بل مرآة امرأة تعيد تشكيل العالم من الداخل، بكلمات لا تخاف من الجرح، ولا من الانكشاف.

هذه ليست قراءة أكاديمية، ولا تحليلًا تقنيًا. بل قراءة متمردة، صادقة، من مبدعة لامس الديوان شيئًا من كبدها.

أشكر الزجالة نجاة على هذه الهدية النادرة، وأشكر الشاعرة صباح بنداود، لأنها تجرأت على تسمية الأشياء بمشاعرها، ولأنها كتبت عنّا، دون أن تعرفنا.

فبعض القصائد لا تُقرأ… بل تُعاش.

 

شاهد أيضاً

حين تُسرق المريضة في فراشها… أيُّ ضمير هذا يا طنجة

ماروك24مديا  في طنجة، المدينة التي كانت تُلقَّب بعروس الشمال، حدث ما يشيب له الولدان. في …

لمديرية الجهوية للصحة و الحماية الاجتماعية بجهة فاس مكناس تنخرط في تخليد اليوم العالمي للسكتة الدماغية

ماروك24ميديا المديرية الجهوية للصحة و الحماية الاجتماعية بجهة فاس مكناس تنخرط في تخليد اليوم العالمي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *