google.com, pub-5726207047985757, DIRECT, f08c47fec0942fa0
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرئيسية / الخميسات… تكريم المقاومين بين واجب الاعتراف وغياب الحس الإنساني

الخميسات… تكريم المقاومين بين واجب الاعتراف وغياب الحس الإنساني

متابعة/ماروك24ميديا 

في أمسية الخميس 25 يوليوز 2025، احتضنت قاعة الاجتماعات الكبرى بعمالة إقليم الخميسات لقاءً تواصليًا نظمته النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بهدف تكريم أفراد من أسرة المقاومة وتوزيع مساعدات اجتماعية لفائدة 57 مستفيدًا من قدماء المقاومين وذوي الحقوق.
الحدث، الذي يُفترض أن يكون لحظة وفاء وعرفان لجيلٍ صنع مجد المغرب، عرف لحظات مُربكة تطرح أكثر من علامة استفهام حول حقيقة “التواصل” وصدق الاعتراف.
من بين المواقف التي أثارت الانتباه، تدخل مفاجئ للمندوب السامي لتنبيه المندوب الإقليمي، وبشكل علني، إلى أن النشيد الوطني يجب أن يُؤدى قبل أي كلمة. بدا المندوب الإقليمي مرتبكًا بشكل واضح وتلعثم في كلمته، مما فتح بابًا لتساؤلات مشروعة:
هل لم يكن مستعدًا للبروتوكول الرمزي؟ وهل من المقبول أن يجهل ممثل مؤسسة وطنية أولوية النشيد الوطني؟
هذه التساؤلات تُطرح ليس بغرض المساس، بل من باب الدفاع عن رمزية المناسبة واحترام لحظاتها الرسمية.
أما المشهد الأكثر إيلامًا، فكان عندما حاول عدد من الشيوخ والنساء المسنّات من قدماء المقاومة مغادرة القاعة بسبب التعب أو ظروف صحية، فقوبلوا بمنع لطيف لكن صارم، تحت ذريعة “أن البرنامج لم ينته بعد”.
هل تحوّل التكريم إلى التزام إلزامي؟ وهل أصبحت حرية الخروج مرتبطة بإذن بروتوكولي؟
وفي ظل هذا، يُطرح سؤال جوهري:
هل اللقاء “التواصلي” كان فعلًا تواصليًا؟ أم مجرد لقاء أحادي يُسمح فيه فقط للمسؤول بالحديث، بينما يُطلب من المقاومين الحضور والاستماع ثم الانصراف؟
أين هو حقهم في التعبير؟ أين شهاداتهم الحيّة؟ أين التبادل المفترض في كلمة “تواصل”؟
ومع ذلك، فإن الهدف من هذا المقال ليس جلد النوايا، بل المساهمة في بناء مشهد أكثر احترامًا لكرامة من نكرمهم.
لذا، نقترح من باب المسؤولية المجتمعية:
– توفير ظروف إنسانية للقاءات (مقاعد مريحة، تهوية كافية، توقيت مناسب لحالة المسنين).
– احترام حرية مغادرة القاعة دون إحراج أو منع.
– إشراك المقاومين وذوي الحقوق في الكلمة، والسماح لهم بإبداء آرائهم أو مشاركة تجاربهم.
– تقليص المداخلات الرسمية وإضفاء دفء إنساني على أجواء اللقاء.
– الاستماع الحقيقي لاحتياجاتهم، لا الاكتفاء بتوزيع إعانات ظرفية.
– تحويل هذه اللقاءات من لحظات مناسباتية إلى مسارات دعم مستمر.
لأن هؤلاء ليسوا أرشيفًا يفتح في المناسبات. إنهم ذاكرة حيّة لمغربٍ قاتل من أجل كرامته، ولا يجوز أن نمنحهم شواهد دون أن نحفظ لهم إنسانيتهم.
تكريمهم الحقيقي يبدأ من احترام ضعفهم، والاعتراف بهم ليس فقط بالتقاط الصور، بل بالإنصات الصادق، والتعامل بكرامة قبل أي كلمة.

بقلم: لطيفة بنعاشير – فاعلة جمعوية.
الخميسات، 25 يوليوز 2025

شاهد أيضاً

بيان الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي و أسرى الصحراء بمناسبة الخطاب الملكي 31-10-2025.

ماروك24ميديا تبارك الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية، باسم كافة أسر الشهداء الأبطال …

الاتحاد العام للفلاحين بمعية رئيس مجلس جماعة صفرو في لقاء عمل مع الوزير نزار بركة، واللقاء يحقق نتائج مثمرة لسكان عين شكاك -صفرو

متابعة / ماروك24ميديا استقبل السيد نزار بركة وزير التجهيز والماء مساء يوم أمس الجمعة 31 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *