متابعة/ماروك24ميديا
من يُسعف صوتًا اختنق داخل المؤسسات؟صرخة شابة تكاد تغادر الوطن.. والكرامة آخر ما تبقّى لها
من داخل إدارة عمومية، حيث يفترض أن يجد المواطن دعمًا وتوجيهًا، وُوجهت شابة مغربية بالإهانة والتجاهل. طرقت كل الأبواب، حملت أملها على ظهرها، وقررت أن توجّه طلبًا استعجاليًا للسيد عامل الإقليم، لأنه في نظرها لا يمثل فقط سلطة محلية بل يمثل صاحب الجلالة نصره الله. تؤمن أن رسالتها إن وصلته، فلن يتجاهلها، لأنها لا تزال تثق في بعض الوجوه داخل الإدارة الترابية، وعلى رأسهم السيد العامل، السيد الكاتب العام، ومدير الشؤون الداخلية.
لكنها – وبنبرة حزينة ممزوجة بالغضب – لا تجد تفسيرًا لما تعرضت له من طرف ديوان السيد العامل، معاملة تقول إنها لا تمثل أبدًا مستوى المؤسسة، ولا ما تزرعه الدولة من خطابات الأمل. تعامل جاف، بارد، مهين، لا يمكن تبريره ولا السكوت عنه.
هي اليوم لا تحارب النظام، بل تحارب من استغلوا النظام لأهوائهم ومصالحهم. من حولوا الإدارة إلى مزرعة خاصة، والكراسي إلى عروش صغيرة يتسلّطون من خلالها على كرامات الناس.
صرخة الشابة ليست إلا نداء حياة: “لا تجعلوني أغادر وطني الذي أحب، لا تدفعوني لأترك بلدي وملكي بحثًا عن مكان أعيش فيه بكرامة، لا تسلبوا مني حقي في الحلم.”
لقد أصبحت الكرامة عملة نادرة داخل بعض المؤسسات، وأصبح الصمود استثناءً، وأصبحت هي نموذجًا لشابة تُهان وهي تحاول فقط أن تُسمَع.
أين الخلل؟
هل بات على المواطن أن يتوسّل موعدًا؟
هل أصبحت كرامة الناس تُقدّر بعدد الأتباع والواسطات؟
من يُراقب هؤلاء الذين يحتمون بظل المؤسسات ولا يمثلون إلا خيبتنا؟صرختها لا تحتاج لا تصفيقًا ولا تضامنًا إلكترونيًا، بل تدخلًا حقيقيًا ومسؤولًا يضع حدًا لكل من يحوّل واجباته إلى أدوات قمع، ويعيد للناس الثقة في وطنهم ومؤسساته.
إلى من يهمه الأمر:
نحمّل ديوان العامل مسؤولية ما تعانيه هذه المواطنة، وما قد تؤول إليه حالتها النفسية والصحية، ونقول:
لا تتركوا شابة تنهار أمامكم، لا تجعلوا الهجرة آخر أحلامها.
نتمنى أن لا تغدرنا هذه الشابة التي تحاول النهوض من كل عثرة صادفتها… ونتمنى أن لا تكون نهايتها مأساوية.
لأن الوطن لا يُبنى بالخطابات فقط، بل بمواطن يشعر بأنه محترم ومصغى له، لا مكسور في دهاليز الإدارة.