متابعة/ماروك24مديا
انعقدت صباح يوم الثلاثاء 22 يوليوز 2025، الدورة الاستثنائية للمجلس الإقليمي بالخميسات، بدعوة من السيد عامل الإقليم، وخصصت للتداول والمصادقة على اتفاقيات شراكة بين المجلس الإقليمي وشركة التنمية “مدرستي”، تتعلق بتدبير خدمات النقل المدرسي بالعالم القروي، في إطار رؤية تروم تحسين ظروف التمدرس، والحد من الهدر المدرسي خاصة في المناطق النائية.
وتأتي هذه الدورة في سياق يتسم بتزايد الضغط الاجتماعي على السلطات الترابية بسبب إشكالية النقل المدرسي، وغياب خدمات لائقة في عدد من الجماعات القروية. وقد عمل المجلس الإقليمي والعمالة، قبل عرض الاتفاقيات للتصويت، على تتبع تجربة شركة “مدرستي” في أقاليم أخرى كالصخيرات وسلا، للوقوف على مدى جديتها وكفاءتها في تسيير هذا المرفق الحساس.
وقد قدّم ممثل الشركة عرضًا شاملاً تضمّن معطيات تقنية وإحصائية دقيقة، أبرز من خلالها اعتماد نظام تتبع رقمي متطور عبر تقنية GPS، وتجهيز أسطول النقل بأبواب أوتوماتيكية وكاميرات داخلية، إلى جانب تنظيم دورات تكوين مهني لفائدة السائقين، وخلق مناصب شغل لفائدة أبناء الإقليم. كما تم التأكيد على أن هذه المبادرة تندرج ضمن أهداف محاربة الهدر المدرسي وتوفير خدمة نقل آمنة وفعالة للتلاميذ.
وقد تفاعل عدد من أعضاء المجلس مع العرض، حيث تم اقتراح تعميم هذه الخدمة لتشمل طلبة التكوين المهني والمخيمات الصيفية، والمطالبة بمراعاة الحالات الاجتماعية الهشة في تحديد نسبة المساهمة، والدعوة إلى إصلاح شامل وليس فقط معالجة جزئية للمشكل.
من جهتها، أشارت رئيسة المجلس الإقليمي إلى أن هناك أشغالًا جارية على مستوى بعض المقاطع الطرقية، ودعت إلى اعتماد مسارات جديدة تتلاءم مع هذه التحسينات.
وفي كلمته، قدّم السيد عامل الإقليم توضيحات حول خلفيات بلورة هذا المشروع، مؤكّدًا أنه جاء استجابة لاحتجاجات متكررة من طرف الجماعات الترابية، وما بات يشكله النقل المدرسي من هاجس حقيقي للسلطات. وأضاف أن لقاءات متواصلة عُقدت مع مسؤولي الشركة، ورافقتها دراسات ميدانية شملت مختلف دوائر الإقليم على مدى شهر كامل، من أجل الانطلاق من الواقع الملموس لا من المكاتب.
وشدد السيد العامل على أن المشروع لا يقتصر على النقل المدرسي فقط، بل هو جزء من رؤية شاملة تروم تجويد خدمات المنظومة التعليمية بأكملها، عبر العمل على باقي المرافق المرتبطة بالتمدرس والعيش الكريم في المجال القروي. وقال في معرض حديثه عن مؤهلات الإقليم:
“الخميسات إقليم ينتج الجودة، لكن يلزمنا مواكبتها إلى الأمام والافتخار بها.”
كما طمأن السائقين الحاليين بأن حقوقهم ستكون محفوظة، مشيرًا في الآن ذاته إلى وجود ملاحظات على بعض الممارسات السابقة، كعدم احترام قانون السير والسرعة المفرطة، التي تهدد سلامة التلاميذ.
وفيما يتعلق بالتسعيرة، أوضح السيد العامل أن المجانية ستُحافظ عليها فقط للحالات الاجتماعية المعوزة، وليس بناءً على الانتماءات السياسية أو علاقات الزبونية، مؤكّدًا أن المشروع سيتم تدبيره بمنطق المصلحة العامة، وأن لوائح المستفيدين ستُنشر بشفافية للعموم.
كما أشار إلى نجاح تجربة مواكبة المتفوقين دراسيًا بمنطقة زعير، حيث استفاد منها 80 تلميذًا، ويستعد عدد منهم لاجتياز مباريات المدارس العليا، مؤكّدًا العمل على توسيع هذه التجربة مستقبلاً.
ومن موقع المتابعة المواطِنة، لا يمكن إلا أن نثمّن تحركات بعض النخب الإدارية والمنتخبة التي تواكب هذه المشاريع بروح من المسؤولية.
هنيئًا لنا بهذه النخبة التي تتحرك… وتشتغل في صمت، حين يصمت كثيرون.
وهنيئًا لنا بالسيد عامل الإقليم، والسيد الكاتب العام، والسيد رئيس قسم الشؤون الداخلية، على مجهوداتهم الجبارة في سبيل تنمية إقليم الخميسات.
وهو تنويه لا يأتي من باب المجاملة، بل بإجماع العديد من الفاعلين والمتابعين، الذين يلاحظون منذ مجيء السيد العامل تحولات إيجابية وتحركات ميدانية تدفع بالإقليم نحو مسار تنموي، طالما انتظره ساكنة هذا الإقليم المنسي.
وقد اختتمت الدورة بالتصويت بالإجماع على المصادقة على هذه الاتفاقيات، في خطوة يُرتقب أن تفتح الباب أمام تنزيل فعلي لهذا الورش المجتمعي، بما قد يُحدث نقلة نوعية في خدمات النقل المدرسي، وجودة التمدرس بالعالم القروي.
ويبقى السؤال مطروحًا:
– هل سينجح المشروع في إعادة الثقة في تدبير النقل المدرسي بالإقليم؟
– هل ستلتزم الشركة فعلاً بما قدمته من وعود ومعطيات تقنية؟
– هل ستحافظ المجالس المنتخبة على دورها الرقابي في التتبع والتقييم، بمعزل عن الحسابات السياسية؟
– هل سيشكل هذا المشروع مقدمة لإصلاحات أوسع تشمل المنظومة التربوية برمتها؟
أسئلة مشروعة… وحده الميدان، لا الورق، من سيُجيب عنها.
بقلم: لطيفة بنعاشير | داميا بنعاشير