google.com, pub-5726207047985757, DIRECT, f08c47fec0942fa0
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرئيسية / حين يتحرّك الأمل على الأقدام لا من خلف المكاتب

حين يتحرّك الأمل على الأقدام لا من خلف المكاتب

حين يتحرّك الأمل على الأقدام لا من خلف المكاتب

في زمنٍ تُصنع فيه الاحتفالات في الصور، وتُوزَّع الابتسامات من خلف البلاغات الرسمية… حدث في تيفلت ما لم يكن في الحسبان.

مدينة صغيرة، تبحث عن فسحة من الضوء في صيفٍ خانق، فإذا بها تستقبل مهرجانًا ليس ككل المهرجانات، ويصبح الأمل فيها زائرًا لا يجلس خلف المكاتب، بل يمشي بين الناس.

انطلقت فعاليات معرض الصناعة التقليدية في نسخته الخامسة، بساحة الفضاء البلدي، تحت شعار:

الصناعة التقليدية… ثقافة، فن وإبداع

وذلك بتنظيم من جمعية أطلس زمور للتنمية والثقافة والإبداع، بشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وبتنسيق مع عدد من المؤسسات، خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 24 يوليوز 2025.

لكنّ ما جعل هذه التظاهرة مختلفة لم يكن فقط تنوع المنتوجات ولا حرفية الصنّاع… بل تلك الزيارة الميدانية غير المعلنة التي قام بها السيد عامل إقليم الخميسات.

زيارة خفيفة الظل، دافئة الروح، تجوّل فيها بهدوء بين الأروقة، تحادث مع الحرفيين، أصغى إليهم، ابتسم، ثم قال لهم دون أن يقول:

أنتم لستم وحدكم… هناك من يراكم، يحميكم، ويشتغل معكم، لا فوقكم.

وقبلها، كانت هناك تحركات ميدانية لرئيس قسم الشؤون الداخلية، الذي تفقد الساحة واطمأن على سير المهرجان وسلامة تنظيمه.

زيارة كانت كما يقال: زيارة رجالٍ يشتغلون على الأساسيات.

قالها بلغة الحضور والتبسيط:

نحن هنا لحمايتكم… ونشتغل بإنسانية، تحت رعاية التوجيهات السامية لصاحب الجلالة نصره الله.

زيارات لم تكن مسرحية، بل رسائل غير منطوقة تؤكد أن الإدارة يمكنها أن تكون قريبة من نبض الأرض، من تعب الصنّاع، ومن أصوات الفرح.

ولم يكن الحضور الإداري تمثيليًا ولا مناسباتيًا، بل شاهَدنا مدير ديوان السيد العامل في قلب الفعاليات، خلال المهرجان والسهرات الختامية، مشاركًا لا مراقبًا، ومنخرطًا لا متفرجًا.

هكذا تفهم القيادة التي تشتغل بروح الفريق: أن النجاح لا يُصنع ببلاغ، بل بالإنصات، بالحضور، وبالمتابعة اليومية.

مدينة تيفلت لم تكن مجرد مضيفة، بل تحولت إلى منصة وطنية، استقبلت فنانين، إعلاميين، سفراء للثقافة من مختلف الحقول، وكانت بمثابة فسيفساء نابضة بالإبداع المغربي.

وقد شوهد السيد العامل وهو يقوم بجولة تفقدية في الساحة الكبرى، يطمئن على التنظيم، يتابع مجريات السهرة، ويرسل من خلالها رسالة مفادها:

النجاح لا يُترك للصدف… بل يُصنع باليقظة والانتباه لنبض الناس.

وفي خلفية كل ذلك، اشتغل رجال الأمن، السلطات المحلية، ورجال الوقاية المدنية بصمتهم المعتاد.

لا ضوء يُسلَّط عليهم، لكنهم النور الخفي الذي يسمح لكل شيء أن يمرّ في أمان.

لذا، من هذا المنبر، نوجه تحية إجلال لكل من اشتغل في الظل… لكل من آمن أن مهمته ليست فقط فرض النظام، بل صيانته بأخلاق المهنة وإنسانية الموقف.

لكن الحكاية لا تكتمل دون تساؤلات جوهرية…

– هل ما يحدث في تيفلت هو بداية لتحول تنموي فعلي؟

– هل يتحقق ما يُروّج من أخبار حول نقل عمالة الإقليم من الخميسات إلى تيفلت، أم أنها مجرد إشاعات صيفية؟

– هل نرى فعلاً نواة إدارية جديدة تتشكل على أسس ميدانية؟

– وهل سيتحرّك باقي المنتخبين والسياسيين بنفس الصدق والالتزام؟

الإجابات ليست في نشرات الأخبار، ولا في صور المناسبات… بل في التفاصيل التي لا تُرى:

– في خطوة مسؤول نزل إلى السوق بدل المكتب.

– في يد تُربّت على كتف صانع.

– في جملة صادقة قيلت لحرفي بسيط:

نحن معكم… لا في الصور، بل في الحقيقة.

في تيفلت، مشى الأمل على الأقدام، ووقف في الساحة، وابتسم.

بقلم: لطيفة بنعاشير (داميا) – فاعلة ثقافية ومبدعة من مدينة الخميسات.

 

 

 

شاهد أيضاً

جمعية حركة التويزة بالخميسات تنظم ندوة حول الديمقراطية التشاركية لتقييم حصيلة التجربة

ماروك24ميديا تتابع جمعية حركة التويزة بالخميسات ديناميتها النشطة في فتح نقاش جماعي وموضوعي حول مجموعة …

حي “حومت صحراوة” بخميسات تحت وطأة “التزفيت الانتخابي”: خرق واضح للنزاهة ومساس بثقة المواطنين

ماروك24ميديا في سابقة تثير الجدل والاستنكار، يعيش حي “حومت صحراوة” بمدينة الخميسات على وقع ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *