متابعة/ماروك24ميديا
في مشهد الفن المغربي المتجدد، يبرز اسم سعيد الضريف كأحد الأصوات الفريدة التي استطاعت أن تفرض وجودها بجدارة رغم كل التحديات. ابن مدينة الخميسات الذي لم يولد في كنف الشهرة، لكنه صاغ مجده بموهبته الصادقة، وإصراره على ألا يتخلى عن جذوره وقيمه.
ابتداءً من 2 يوليوز 2025، ينتظر الجمهور المغربي عرض الفيلم السينمائي الجديد “المسخوط”، الذي أخرجه المبدع عبد الإله زيرات، ويشارك فيه سعيد الضريف إلى جانب مجموعة من النجوم المعروفين مثل محمد خيي، رفيق بوبكر، نجاة خير الله، وفاطمة الزهراء بلدي. هذا العمل السينمائي لا يكتفي بسرد قصة كوميدية فحسب، بل يقدم صورة عميقة وساخرة للعلاقات الأسرية المتوترة، حيث ينقل الصراع بين الأب والابن، ويكشف عن الجوانب الإنسانية التي تجمع وتفرّق في آن واحد.
أما سعيد الضريف، أو كما أحب أن أطلق عليه “عمي سعيد”، فهو أكثر من مجرد ممثل حاضر في فيلم مهم. إنه إنسان تلتقي فيه المواهب مع القيم الإنسانية النبيلة. لم تغيره أضواء الشهرة، ولم تُبدّل مكانته الكاميرات، إذ لا يزال ذلك الرجل الذي لا يبخل على من حوله بالنصيحة، ولا يرد أي يد تطلب العون، مهما كانت ظروفه مشغولة.
لا يزال سعيد الضريف، برغم تألقه الفني، يختار البساطة والتواضع في حياته اليومية. يتنقل بدراجته الهوائية في أزقة شوارع الخميسات، يسلم على الجميع، الكبير والصغير، ويمنحهم من وقته وابتسامته الدافئة. هذا الفنّان لا ينظر إلى الشهرة باعتبارها هدفًا بحد ذاته، بل كوسيلة ليبقى صادقًا مع نفسه ومع محيطه.
في زمن يُغرق فيه الفنانون أحيانًا في أضواء الكاميرات وابتعادهم عن واقع الناس، يأتي سعيد ليذكرنا بأن الفن الحقيقي لا ينفصل عن الإنسان، ولا يفقد جذوره مهما علا شأنه.
ندعو الجميع لمتابعة فيلم “المسخوط” ابتداءً من 2 يوليوز 2025، ودعم هذا العمل الفني الذي يحمل في طياته رسالة إنسانية عميقة، ويجمع بين السخرية والصدق، وبين الموهبة والتواضع.
سعيد الضريف هو نموذج فنان متكامل: موهبة، إنسانية، وأصالة. من الخميسات إلى الشاشة الكبيرة، يضيء مسيرته بنور لا يخفت.
بقلم: لطيفة بنعاشير