متابعة/ماروك24ميديا
رغم المجهودات الجبارة التي تبذلها عناصر الأمن الوطني بالمنطقة الأمنية الثالثة عين قادوس ، لا تزال بعض الأحياء الشعبية بمدينة فاس، وعلى رأسها حي الحسني بن دباب وحي التقدم عين هارون، تشكل بؤرًا سوداء لانتشار تجارة الأقراص المخدرة والحشيش، وسط تحذيرات متزايدة من تفشي هذه الآفة في صفوف الشباب والمراهقين.
وبات من الصعب إنكار أن هذه الظاهرة لم تعد مقتصرة على زوايا ضيقة أو ساعات محددة، بل تحولت إلى نشاط علني منظم تقوده شبكات إجرامية تستغل هشاشة الوضع الاجتماعي والتربوي، وتنتشر كالطفيليات بين الأزقة والممرات، مخلفة وراءها حالات إدمان، انحراف، وتفكك أسري خطير.
ورغم الحملات التمشيطية المتكررة التي تنفذها عناصر الشرطة بالمرينيين، والتي أسفرت عن توقيف العديد من المروجين والمبحوث عنهم، فإن الطلب المتزايد على هذه السموم، وانتقال بعض المروجين إلى أساليب أكثر تمويهًا، جعل من عملية الردع مسألة تتطلب تضافر جهود المجتمع المدني والسلطات المحلية على حد سواء.
ويطالب سكان هذه الأحياء اليوم بتدخل أكثر صرامة وفعالية، عبر تعزيز الحضور الأمني المستدام، وتكثيف المراقبة، واستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة لرصد التحركات المشبوهة، بالإضافة إلى إطلاق حملات توعية داخل المؤسسات التعليمية والتربوية للوقاية من الإدمان ومخاطره.
إن الخطر لم يعد يهدد فقط الأفراد، بل ينخر أسس المجتمع ويمس بصورته ومستقبله، مما يحتم علينا جميعًا دق ناقوس الخطر قبل فوات الأوان، وتحويل الشعارات إلى أفعال، حفاظًا على شباب فاس من براثن الضياع والإجرام.