متابعة : ماروك24ميديا
في خضم الحركية الكبرى التي تشهدها الساحة السياحية الوطنية، والتي تزداد زخماً مع اقتراب موعد الحدث التاريخي المرتقب “كأس العالم 2030″، الذي ستحتضنه المملكة المغربية إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال، تبرز الحاجة الملحة اليوم إلى تجاوز العمل القطاعي المجزأ، والانتقال إلى تدبير جماعي ومشترك للمنتوج السياحي المحلي، خصوصاً بمدينة فاس التي تختزن مؤهلات تاريخية وثقافية وإنسانية عابرة للعصور.
وعليه، فإننا ندعو من خلال هذا المقال كل الفاعلين المهنيين في القطاع السياحي بفاس — من جمعيات التجار ومهنيي الإيواء الفندقي وأرباب المطاعم والمرشدين السياحيين ووكالات الأسفار، إلى غرف التجارة والصناعة والخدمات، والمجتمع المدني المهني — إلى لقاء تواصلي مستعجل يكون بمثابة انطلاقة جديدة لهيكلة العرض السياحي للمدينة بشكل جماعي ومتكامل.
لأنّ المدينة لم تعد قادرة على مواجهة التحديات القادمة بتشتّت الفاعلين وتضارب المصالح. فبدون تنسيق بيني وتكامل بين جميع الشركاء، سنفقد الفرصة التاريخية التي يمنحها كأس العالم لتسويق مدينة فاس كواحدة من العواصم الروحية والسياحية في العالم.
1. تشكيل لجنة تسويقية موحدة للمنتوج السياحي بفاس.
2. إعداد خارطة طريق لترويج المدينة في الأسواق العالمية.
3. تحديد نقاط القوة والضعف في المسار السياحي الحالي.
4. خلق شراكات استراتيجية مع مؤسسات الإعلام، والخطوط الجوية، والمنصات الرقمية.
5. تبني مبدأ الترويج الجماعي عوض الانفرادية والوساطة غير الشفافة.
إن فاس، بما تمثله من إرث حضاري وثقافي، لا تحتاج فقط إلى الترميم المعماري، بل أيضاً إلى ترميم صورتها التسويقية لدى السياح الدوليين. وهذا لن يتحقق إلا عبر تعاون حقيقي بين المرشد والتاجر، وبين صاحب المطعم ووكالة الأسفار، وبين الفندقي والمجتمع المدني.
وزارة السياحة وضعت خطة طموحة لتهيئة العرض السياحي الوطني قبل 2030، لكن هذه الخطط لن تنجح إلا إذا التقطت الجهات المحلية — مثل فاس — الإشارة وتحركت في الوقت المناسب.
فهل سنكون في مستوى التحدي؟
وهل سنجعل من فاس مدينة حاضرة في دفاتر السياح والمستثمرين؟
الجواب يبدأ من الجلوس معاً حول طاولة واحدة.
بقلم: سوجاع أحمد
ويبقى اقتراح …..