متابعة/ماروك24مديا
في المدينة العتيقة لفاس، حيث لا تزال الأزقة تحفظ عبق التاريخ، وحيث للتجار مواقف لا تقل عراقة عن أحجار الرصيف، تشتعل نار جدل صامت داخل قيسارية أبي شعيب الدكالي، بعدما فاحت رائحة محاولة تسييس ملفٍ لطالما كان شأنًا داخليًا بين أهل السوق.
القضية بدأت عندما ظهرت إشكالية مرتبطة بعقود الكراء واستخلاص الأكرية من طرف الجماعة، فتداعى التجار العقلاء – كما هي العادة في مثل هذه المواقف – للاجتماع، بعيدًا عن ضجيج السياسة والبحث عن البهرجة.
الاجتماع قاده التاجر المعروف وعضو غرفة التجارة والصناعة والخدمات السيد كريم المالحي، بحضور رئيس الغرفة السيد حمزة بن عبد الله، حيث جرى نقاش مسؤول انتهى برفع ملتمس رسمي إلى السيد العمدة، يقترح صيغة توافقية تحفظ حقوق الجماعة ولا تجهز على كرامة التجار.
وقد تلقى التجار وعدًا من العمدة بأن الحل سيكون وديًا، بعيدًا عن أي توظيف سياسي أو شخصي للملف، مما بثّ الارتياح في نفوس المعنيين، خصوصًا أن الأمور كانت تسير في مسار سليم.
لكن كما يقال: السكينة لا تدوم طويلاً حين تقترب رياح المصالح!
فجأة، ظهرت مستشارة جماعية عن مقاطعة المرينيين وتشغل كذلك منصب نائبة العمدة، لتطلب من تجار القيسارية أن يجتمعوا بالعمدة عبر وساطتها “الخاصة”، خطوةٌ أثارت استغراب التجار الذين اعتبروا هذا التدخل التفافًا على مجهوداتهم، ومحاولة مكشوفة للركوب على الملف.
تجار المدينة العتيقة معظمهم لم يصمتوا، بل عبّروا عن استنكارهم لهذا السلوك الذي ينقص من احترام الأعراف داخل المدينة العتيقة، حيث القاعدة الذهبية تقول: “مشاكل السوق يحلها أهل السوق”، ولا يحتاجون من “يتسلّق قضيتهم” لأهداف في نفس يعقوب.
فاس، التي عرفت رجالها كما تعرف الخيل فارسها، لا تزال تنتظر أن يُحترم عرفها:
الكبير هو من تُثبِت المواقف حكمته.. لا من يتقدّم الصفوف بالصراخ أو بالمناصب.
Soujaa.a