ماروك24 ميديا – Maroc24media جريدة إلكترونية مغربية لكل ماهو مستجد
متابعة/ماروك24ميديا
بعد قرار إعفاء والي جهة فاس مكناس السابق، وجد عدد من المشاريع التنموية الكبرى بمدينة فاس نفسها معلقة على أعتاب الانتظار، بعدما كانت قاب قوسين أو أدنى من الانطلاق. مشاريع حيوية كانت تنتظر فقط توقيع السيد الوالي السابق للتأشير على الانطلاقة، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، لتتوقف عقارب التنمية مؤقتًا في عاصمة العلم والثقافة.
اليوم، ومع تعيين والي جديد على رأس الجهة، تعيش ساكنة فاس على إيقاع الترقب، وسط تساؤلات ملحة: هل سيتم فتح الأوراش المعطلة؟ هل سيتم تنزيل التصورات التي طالما وُعد بها المواطن؟ أم أن البيروقراطية السياسية ستستمر في تعطيل عجلة التنمية؟
من أبرز الملفات التي أصبحت تؤرق بال الفاسيين:
لا يزال ملف النقل الحضري يرواح مكانه، رغم وعود الإصلاح وإعادة الهيكلة. أسطول متهالك، حافلات غير كافية، وتدبير مشترك يفتقر للنجاعة. المواطن الفاسي يجد نفسه يوميًا ضحية تأخر الحافلات، وسوء التوزيع، وغياب خطوط تربط الأحياء المهمشة بالمراكز الحيوية.
ملف أسواق الجملة، وعلى رأسها سوق الخضر والفواكه، يشهد اختلالات صارخة بسبب سطوة “الشناقة” وغياب رقابة صارمة. الفوضى في التسعير، احتكار السلع، واستنزاف جيوب المواطنين بأسعار غير مبررة، كلها أمور تدعو إلى تدخل فوري وجدي.
تعيش فاس اليوم على وقع مرحلة انتقالية دقيقة، حيث تنتظر الساكنة من الوالي الجديد أن يكون رجل الميدان، وأن يضع خارطة طريق واضحة، ترتكز على الشفافية، والنجاعة، وتغليب مصلحة المواطن على الحسابات السياسية الضيقة.
فالأمل معقود على شخصية قوية قادرة على إخراج الملفات العالقة من رفوف الإدارات، وتحويلها إلى مشاريع ملموسة على أرض الواقع، تُعيد الاعتبار لفاس، وتُرجع لها بريقها الذي خفت في السنوات الأخيرة.
ويبقى السؤال الذي يتردد في كل زقاق من أزقة المدينة العتيقة، وعلى كل لسان: هل سيعيد الوالي الجديد الثقة في مؤسسات الدولة محليًا؟ وهل ستتحول فاس من مدينة تعاني من الانتظارية إلى مدينة فاعلة في مسار التنمية الوطنية؟
الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن الإجابة.
سوجاع أحمد
