متابعة/ماروك24مديا
في خضم الجدل الذي أثارته بعض المنابر الإعلامية، والتي تحدثت عن إعفاء مفترض للسيد معاد الجامعي، والي جهة فاس مكناس، بسبب مشاركته في طقوس عيد الأضحى بمدينة فاس، يقف الرأي العام المحلي، لا سيما الفاسي، متسائلاً عن مدى صحة هذه الأخبار، ومتفاجئاً من استهداف رجل أعاد لمدينة فاس شيئاً من هيبتها المؤسسية ورصانتها الإدارية.
الواقعة التي تم تداولها، وتحديدًا ذبح السيد الوالي لأضحيتين في المصلى على يد الإمام، أمام الملأ، لم تكن – في نظر العديد من المتابعين – سوى تعبير عفوي عن التمسك بهوية دينية متجذرة، وشعيرة راسخة لا يمكن محوها بجرة قلم أو ظرف اقتصادي مؤقت.
فاس، المدينة التي تتنفس من عبق القرويين، والتي تحفظ للعيد الكبير قدسيته وخصوصيته، وجدت في تلك اللحظة التي شارك فيها الوالي طقوس العيد، نوعاً من الطمأنينة، ورسالة ضمنية تقول إن شعائرنا بخير، وإن ولي أمرنا الملك محمد السادس نصره الله، لم يمنع الأضحية، وإنما أوصى بالرأفة والتعقل في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
إن ما قام به السيد معاد الجامعي لم يكن خروجاً عن الخطاب الملكي، بل بالعكس، كان تأكيداً على قيم الاعتدال، والتشبث بالمقدس الديني في إطار الاحترام التام لتوجيهات المؤسسة الملكية. فجلالة الملك، حفظه الله، حين خاطب شعبه بصدق وشفافية، لم يمنع الأضاحي، بل ناب عن المحتاجين في أدائها، مذكراً بأن الدين يسر، وأن الشريعة لا تُحَمِّل الناس فوق طاقتهم.
أما السيد معاد الجامعي، فقد كان منذ تعيينه رجل المرحلة بامتياز. شخصية تنفيذية حازمة، متفهمة لطبيعة مدينة عريقة كفاس، منفتحة على واقعها الاجتماعي والثقافي، وعارفة بأدق تفاصيل تحدياتها. استطاع خلال فترة وجيزة أن يكسب ثقة الفاعلين، ويضع بصمته في ملفات كثيرة كانت مؤجلة أو عالقة، بفضل صرامته الإيجابية، وانفتاحه على المبادرات المواطِنة.
وفي هذا السياق، لا يسعنا إلا أن نتمنى أن تكون الأنباء المتداولة مجرد زوبعة إعلامية سرعان ما تنقشع، لأن جهة فاس مكناس، ومدينة فاس على وجه الخصوص، بحاجة ماسة لرجال دولة من طينة معاد الجامعي، الذين يجيدون الإنصات والعمل في صمت، ويؤمنون أن الإدارة ليست سلطة فقط، بل رعاية وتدبير وتقريبٌ للثقة من المواطن.
فكما لا يُنسى من يخون، لا يُنسى من يخدم بإخلاص.
سجاع احمد