متابعة/ماروك24ميديا
حل مؤخرا عدد من المتشردين بحي المنى ، قرب مسجد المنى ، و بعد سنوات من الإطمئنان والسكينة، أصبح أحد المتشردين من المرضى النفسين يثير الفزع والذعر في نفوس الساكنة، متجولا نهارا بشكل شبه عاري وحافي القدمين بين الأزقة، و صارخا شاتما بأنبى العبارات ليلا .
يتنقل بين أبواب المنازل بلا رقيب ولا عناية و يفزع كل من رأه و يهرب الأطفال منه ويفترش الأرض ليلا في باب دكان أغلق مؤخرا قرب بوابة المسجد .
فقدت الساكنة طعم النوم، كما حدثثنا إحدى نساء الحي : إنه قنبلة موقوتة تكشف حجم العبث والامبالاة ، أن يتم التخلص منهم من المدن السياحية والكبرى حتى لا يشوهوا سمعتها و يرمونهم في شوارع الخميسات فيتحولون الى أداة جريمة ، و اضافت اخرى تصاحب ابنتها لدروس الدعم المدرسي ،لقد كاد يخنق طفلا صغيرا ذات مرة .
ناقوس للخطر يدق كل ليلية و خاصة انه أصبح اكثر تهيجا و غضبا و صراخه يتصاعد ليلا الى عنان السماء كعقاب على سكوت الساكنة على هذه الكارثة الإنسانية ،التي فأصبحت مثله تحتاج الى العلاج والمواكبة الطبية والنفسية في مدينة تفتقد لاي مركز للطب النفسي و المستشفيات النفسية وحتى مراكز اجتماعية لايواء هذه الشريحة من المجتمع التي تخلى عنها الكل ورفضت دار المسنين استقبالها طيلة العام بعد مغامرة اوائها في فترة الشتاء رغم خطورتها على أطفال دار الطالب المدمجة في نفس المركب .
و اشتكت احدى المواطنات المقيمة بهذا الحي من هذا الإهمال و صرحت : لم يعد بامكاننا ،أنا وزوجي إلا بيع المنزل ومغادرة هذا الحي ، فلا السناك يحترم توقيت عمله ،إذ يستمر الزبناء في الهرج والمرج حتى الثانية عشر ليلا، وتأتي المنظفة لتحرك الكراسي المتناثرة في الساحة حتى الثانية صباحا غير مبالية بضجيجها ، وتمادى البعض في تربية الدواجن في الأسطح غير مبالية لصياح الديكة ، و تعال نباح الكلاب الضالة .فلا المريض النفسي وجد من يعيله و يساعده و ينهي معاناته ومعاناتنا معه ،ولا نرجو إلا ان تتدخل السلطات و ترحمنا وإياه من هذا العذاب وترسله لأحد المستشفيات لتلقي العلاج ليطفئ هيجانه و يشافى علته وتقوم بزيارة لهذا الحي حتى ننعم بالراحة مثل الاخرين.
الخميسات محج وطني للمتشردين ،هكذا أصبحت عاصمة المغرب الأمازيغية، مستشفى إقليمي للأمراض العضوية منكوب، و مستشفى متعدد التخصصات مجمد في الإنعاش منذ 2017، و طبيبان نفسيان لأزيد من 125الف نسمة . ارتفاع في حصيلة الانتحارات سنويا لم تحرك بعد المسؤولين محليا و لا الحكومة المغربية الاستبصار وإسقاط الإقصاء عن إقليم تجاوز عدد ساكنته 600000 نسمة و ينتظر فرج الألفية 22 أو ربما الكارثة إن تم توجيه كل الميزانية الوطنية لمونديل كرة القدم وهو أصلا خارج الملعب…
متابعة عفاف بنزكري من الخميسات.