google.com, pub-5726207047985757, DIRECT, f08c47fec0942fa0
أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار رياضية / حين تصبح شارة الصحافة مجرد تذكرة ولوج الى الملاعب

حين تصبح شارة الصحافة مجرد تذكرة ولوج الى الملاعب

متابعة/ماروك24ميديا

في مدخل ملعب فاس الكبير، وبين جلبة الجماهير ولهفة المراسلين، مرّت صورة لم ينتبه إليها كثيرون، لكنها تقول كل شيء. شاب، لا نعرفه من معارك القلم ولا من تعب الكواليس، يحمل شارة صحفية تلمع على صدره كما لو كانت قلادة شرف، في مشهد يختزل مأساة الإعلام الرياضي في زمن “المؤثرين”.

قد لا تكون المشكلة في الشاب نفسه، فهو ابن زمنه، وجد الباب مفتوحاً فدخل. بل إن الإشكال يكمن في الباب ذاته: من فتحه؟ ومن سمح بتحويل شارة الصحافة من شهادة مهنية إلى دعوة مجانية لحفلة؟

في مباراة المنتخب المغربي ضد تونس، لم تكن الفضيحة في النتيجة، بل في الكواليس. ففي بلد يزخر بكفاءات إعلامية راكمت التجربة وتلقت التكوين، باتت مقاعد التغطية تُمنح لمن يجيد “الترند”، لا لمن يحترف التحليل. نعيش مفارقة غريبة: صحفي حقيقي يُستبعد لأنه لا يصرخ في الفيديو، بينما يُحتفى بمن يركب الموجة وينتج “محتوى” فارغًا بملامح مضحكة ولغة سطحية.

هذا ليس اتهامًا لشخص بعينه، بل إدانة لبنية تنظيمية تراخت عن حماية المهنة، وساهمت في التمييع المقنن. لم يعد السؤال هو: “هل أنت صحفي؟” بل “كم تتابعك من العيون؟” ولأجل من تجلب “المشاهدات” تُفتح الأبواب، ويُقصى من لا يساير السوق.

الملعب، الذي كان يفترض أن يكون ساحة للفرجة النزيهة والتغطية المهنية، صار منصة لتصفية الحسابات وتكريس الزبونية. تمامًا كما حدث في فوضى التذاكر، التي تكرّس منطق الاحتكار والغنيمة بدل الخدمة العامة والعدالة.

ثمّة سؤال أكثر وجعًا: هل ما نشهده اليوم هو مجرد خلل عابر؟ أم أن الصحافة، كما عرفناها، صارت الحلقة الأضعف في منظومة تتحول بسرعة إلى “سوق”؟ سوق فيه “المحتوى” ملك، والصوت العقلاني مهمّش، والمهنية ترف لا يُؤتي أرباحًا؟

الجواب ليس بسيطًا، لكنه يبدأ من الاعتراف بأننا في حاجة إلى وقفة ضمير. ليس فقط من الجهات المانحة للاعتمادات، بل من داخل الجسم الصحفي نفسه. فالمعركة الحقيقية ليست ضد المؤثرين، بل ضد الفراغ الذي سمح لهم بأن يصبحوا البديل.

في مدينة فاس، التي أنجبت أعلامًا في الفكر والثقافة والإعلام، نشهد اليوم انزياحًا مؤلمًا نحو التفاهة المعتمدة رسميًا. وبينما تُقصى الأقلام النزيهة من الملاعب، يصفق البعض لدخول الهواة باسم “الانفتاح”.

الصحافة ليست زينة على صدر أحدهم، بل هي عهد مع الناس، وأمانة في حضرة الحقيقة. وإذا لم نُعِد لهذا العهد مكانته، فسنصحو ذات يوم لنجد أنفسنا نكتب في الظل… بينما تسرق الأضواء من لا علاقة لهم بالنور.

سجاع احمد

شاهد أيضاً

نهائي واعد بين “أشبال الأطلس” و”شباب البافانا”: من الأقرب لرفع كأس إفريقيا تحت 20 سنة؟

متابعة/ماروك24ميديا في أجواء مشحونة بالتطلعات ومفعمة بالإثارة، يترقب عشاق كرة القدم الإفريقية مباراة نهائي كأس …

جمعية شباب العدوة الفاسي للتايكواندو تحتفي بترقية أعضائها في امتحان الأحزمة

متابعة/ماروك24ميديا في إطار التزامها بتطوير المهارات الرياضية وتعزيز القيم التربوية،و تحت إشراف الأستاذ الرياضي: *محمد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *