متابعة/ماروك24مديا
في مباراة ودية تحمل طابعًا تنافسيًا كبيرًا، واجه المنتخب المغربي نظيره التونسي على أرضية ملعب أثارت الكثير من الجدل أكثر مما ساعدت على تقديم كرة قدم نظيفة. اللقاء الذي كان من المفترض أن يُستخدم كفرصة لتجريب العناصر الجديدة وتحسين الانسجام الجماعي، تحوّل إلى مناسبة لطرح أسئلة شائكة تتجاوز الـ90 دقيقة.
رغم محاولات الركراكي فرض نسق هجومي انطلاقًا من الرواقين، إلا أن أرضية الملعب لعبت دور العائق رقم واحد، بسبب خلل واضح في سقي العشب وعدم جاهزيته لاستقبال مباراة من هذا المستوى. الكرة لم تكن تنساب بسلاسة، وهو ما أثّر على سرعة التمرير وبناء الهجمات، خصوصًا في وسط الميدان الذي بدا كأنه “ورطة تكتيكية” أكثر من كونه حلقة ربط.
أيوب الكعبي قدّم مباراة قتالية، ونجح في التحرّك داخل المساحات خلف المدافعين، وتمكن في الأنفاس الأخيرة من اللقاء من ترجمة تمريرة ذكية من ساندي باركوك إلى هدف حاسم، كان الهدف الأخير في المباراة. الهدف لم يكن فقط تتويجًا لمجهود جماعي، بل تأكيدًا على حسّ الكعبي التهديفي حتى تحت الضغط، في مباراة لم تكن سهلة من حيث التمركز أو المراقبة.
من الواضح أن الطاقم التقني منح حرية هجومية مضاعفة لأشرف حكيمي. لم يكن الأمر عبثيًا، بل بدا وكأن هناك رغبة تكتيكية وشبه “وعد جماعي” بمساعدته على التسجيل. وقد تمكن في النهاية من تحقيق الهدف، مكرّسًا مكانته كأحد قادة هذا الجيل الذهبي.
خارج المستطيل الأخضر، الحدث الأبرز لم يكن داخل المباراة، بل في ورقة الاستدعاء التي ضمت لاعبين مصابين وعلى رأسهم براهيم دياز وعبد الصمد الزلزولي. دياز خرج مصابًا في آخر لقاء لريال مدريد، ووصل إلى معسكر الأسود مصابًا، ليخرج بعدها طبيب المنتخب بتصريح رسمي يؤكد غيابه عن مواجهتي تونس والبنين.
السؤال المشروع:
لماذا تم استدعاؤه أصلاً؟ وهل وافق ريال مدريد على المخاطرة بلاعبه وهو على أبواب نهائي الأبطال، لولا وجود اتفاق مسبق على أن لا يشارك بل فقط يحضر معسكر المنتخب ويكمل علاجه داخله؟
كل هذه المعطيات تغذي فرضية أن الركراكي لجأ إلى “الورقة الرمادية”، أي استدعاء أسماء وازنة حتى لو كانت مصابة، لتفادي خلو اللائحة من الأسماء البارزة، وبالتالي تفادي الضغط الشعبي والإعلامي الذي كان سيشتد أكثر في حال غاب زياش والزلزولي ودياز دفعة واحدة.
حكيم زياش.. الغائب الحاضر دائمًا
من جديد، يغيب حكيم زياش عن المنتخب في صمت رسمي يوازيه ضجيج شعبي متزايد. ومن الطبيعي أن أي متتبع سيطرح السؤال:
هل كان استدعاء المصابين مجرد تكتيك لإغلاق الباب أمام عودة زياش؟
الواقع يؤكد أن زياش مازال يملك الكثير ليقدمه تقنيًا وفنيًا، وهو عنصر قادر على خلق الفارق في لحظات الحسم، ولا يمكن تجاوز رمزيته في قلوب الجماهير المغربية التي مازالت تهتف باسمه رغم الغياب الطويل.
رغم أن المباراة انتهت على إيقاع الأهداف والفرجة النسبية، فإن الأسئلة المقلقة ظلت أقوى من التحليل الفني. من جهة، أرضية ملعب لا تليق بطموحات منتخب عالمي؛ ومن جهة أخرى، خيارات مدرب توحي أحيانًا بالحذر أكثر من الجرأة.
في النهاية، الركراكي يسير على خيط رفيع بين الحفاظ على وحدة المجموعة، واسترضاء الجماهير المتعطشة لرؤية الأفضل. لكن تكرار سيناريو تغييب زياش – بصرف النظر عن أسبابه الحقيقية – يجعل من كل مباراة فرصة ضائعة لطي صفحة قديمة، وبداية جديدة لا تتشكل بعد.
Sounaa a