متابعة/ماروك24مديا
تعاني منطقة سويقة سيدي بوجيدة – درب التويزي، التابعة لمقاطعة جنان الورد، من ظاهرة مقلقة باتت تؤرق راحة الساكنة والمتسوقين على حد سواء، حيث يشهد محيط السويقة انتشارًا لممارسات خارجة عن القانون، تتمثل في فرض إتاوات على الباعة المتجولين و”الفراشة” من طرف عناصر غير رسمية لا تملك أي صفة قانونية، في ما يشبه عودة غير معلنة لزمن “الزطاطة”.
الواقع اليومي يكشف عن تجاوزات خطيرة، إذ لم تعد المسألة تقتصر على طلب “مقابل مالي” غير مشروع مقابل السماح بعرض السلع أو البقاء في زاوية معينة من السوق، بل تطور الأمر إلى تعنيف كل من يرفض الانصياع لهذه الإتاوات، ما خلف حالة من التذمر والخوف لدى عدد من الباعة الذين يعيشون على هامش قوتهم اليومي.
“نحن لسنا ضد النظام والتنظيم، ولكن من غير المقبول أن يتحول السوق إلى مجال تتحكم فيه فئة خارجة عن القانون”، يقول أحد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة، مضيفًا: “هناك أشخاص يستغلون الفراغ أو التراخي، ويجبرون الباعة على الدفع تحت التهديد أو الترهيب، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه”.
الساكنة بدورها، عبرت عن استيائها مما يجري، حيث يشير بعض السكان إلى أن الجو العام في محيط السويقة أصبح مشحونًا ومقلقًا، ويهدد السلم الاجتماعي في الحي، خاصة في ظل التزايد المستمر لهذه الممارسات وغياب ردع فعال لها.
أمام هذا الوضع، يرفع المواطنون والفاعلون المحليون نداءً عاجلًا للجهات الأمنية المختصة من أجل التدخل ووضع حد لهذه التجاوزات، عبر تفعيل المراقبة، وتطهير الفضاء العام من كل المظاهر التي تسيء إلى الأمن والنظام، في احترام تام لحقوق الباعة البسطاء من جهة، وكرامة الساكنة من جهة أخرى.
كما طالب المتحدثون باسم الجمعيات المحلية بضرورة إشراك فعاليات المجتمع المدني في أي مقاربة لإعادة تنظيم السوق، بما يضمن عدالة في الاستفادة، ويمنع الاحتكار والتسلط، ويُرسخ ثقافة القانون بدل منطق “السيبة”.
في انتظار تدخل حازم ومسؤول، تبقى سويقة سيدي بوجيدة – درب التويزي مرآة لواقع لا يُسعف الفقراء ولا يُنصف الكادحين، ويضع مصداقية مؤسسات الدولة أمام اختبار حقيقي، عنوانه: “من يحمي الباعة البسطاء من بطش الزطاطة الجدد؟”
Soujaa.a