متابعة/ماروك24ميديا
شهد حي “احفور المعطي”، المصنَّف ضمن أحياء الصفيح، خلال السنوات الأخيرة، عملية ترحيل وإعادة إيواء شملت أغلب ساكنته، في إطار مشاريع التأهيل المجالي التي تروم القضاء على السكن غير اللائق. غير أن ملامح الواقع الجديد تطرح اليوم أسئلة جوهرية حول فعالية التصاميم المُعتمدة ومدى انسجامها مع البنية الاجتماعية والثقافية للأسر المغربية.
قبل الترحيل، ورغم هشاشة السكن، كانت غالبية العائلات تستفيد من بقع أرضية واسعة نسبياً، تصل في بعض الحالات إلى ما يفوق 100 متر مربع. غير أن البقع التعويضية المخصصة في التصميم الجديد لا تتجاوز في كثير من الأحيان 65 متراً مربعاً، ما يُثير ملاحظات متكررة من طرف عدد من المستفيدين حول صعوبة التكيّف مع هذا الفضاء المحدود، خصوصاً في ظل الامتداد الطبيعي للأسر المغربية.
ويُلاحظ في التصميم العام للحي الجديد هيمنة شبكة طرق رئيسية عريضة، ما جعل بعض المتابعين يطرحون تساؤلات حول التوازن بين المساحات المخصصة للبنية التحتية، وتلك المخصصة للسكن، في مشروع يستهدف بالأساس الأسر محدودة الدخل.
في مقابل ذلك، أكدت مصادر من عين المكان أن الساكنة بدأت فعلياً في بناء منازلها داخل البقع الممنوحة، رغم تحفظات البعض على المساحة المحدودة، وذلك استجابة للواقع الجديد وحرصاً على الاستقرار.
وفي انتظار استكمال مختلف أشغال التهيئة، تبقى خصوصية الأحياء المغربية، القائمة على الروابط العائلية والتماسك الاجتماعي، عنصراً أساسياً ينبغي استحضاره في مثل هذه المشاريع. كما تبرز الحاجة إلى تقييمات دورية تُشرك الساكنة في بلورة حلول أكثر تكاملاً، تراعي البعد الاجتماعي إلى جانب التقني والعمراني.
بقلم : سعيد الشرموح
: ماروك24ميديا