ورزازات على موعد مع مستقبلها السياحي: دينامية جديدة لتوحيد الرؤية وتعزيز الجاذبية

متابعة/ماروك24مديا

ورزازات
في خطوة استراتيجية ترمي إلى إعادة تشكيل المشهد السياحي بورزازات، ينظم المجلس الإقليمي للسياحة يوماً إعلامياً وتفكيرياً تحت شعار: “لنبنِ معًا رؤية موحدة لورزازات: نحو وجهة جذابة، تنافسية ومستدامة”، وذلك يوم الأربعاء 29 ماي 2025، ابتداءً من الساعة الثالثة زوالاً بفندق Berbère Palace بمدينة ورزازات.

ويُعدّ هذا اللقاء محطة حوارية وتشاورية غير مسبوقة، حيث يُرتقب أن يجمع ثلة من الفاعلين المحليين، من مهنيي السياحة وممثلي المؤسسات المنتخبة والإدارات الترابية، إلى جانب خبراء ومهتمين بالشأن التنموي والسياحي، وذلك في أفق بلورة رؤية مندمجة تُعزز موقع ورزازات كوجهة فريدة على المستويين الوطني والدولي.

ورزازات… من “هوليود إفريقيا” إلى مختبر للسياحة المستدامة

لطالما شكلت ورزازات، بصحرائها الآسرة واستوديوهاتها السينمائية العالمية، إحدى الركائز الرمزية للسياحة المغربية. لكن التحولات المناخية، والتحديات الاقتصادية، والتغيرات في أنماط الطلب السياحي، أفرزت الحاجة إلى تجديد الخطاب الترويجي، وتثمين المقومات البيئية والثقافية للمنطقة بطريقة أكثر استدامة.

ومن هذا المنطلق، يأتي تنظيم هذا اليوم الإعلامي كتعبير عن وعي جماعي بأهمية الانتقال من الرؤية القطاعية المتفرقة، إلى استراتيجية موحدة تقوم على التكامل والتخطيط طويل الأمد، بما يخدم مصلحة ورزازات وساكنتها.

بحسب المنظمين، فإن هذا الموعد ليس فقط مناسبة للتشخيص، بل أيضاً ورشة تفكير لإرساء قواعد تعاون جديد بين القطاعين العام والخاص، وبحث فرص الاستثمار النوعي، وتفعيل مشاريع مبتكرة تستلهم من خصوصية ورزازات التاريخية والبيئية والإنسانية.

ومن المنتظر أن يتطرق المشاركون إلى ملفات حيوية، من قبيل: التحول الرقمي في الترويج السياحي، والنقل والولوجية، وتكوين الموارد البشرية، والحفاظ على التراث المادي واللامادي للمنطقة.

إن الرهان اليوم، حسب بعض المتابعين، لم يعد يقتصر فقط على عدد السياح أو ليالي المبيت، بل يشمل أيضاً أثر السياحة على التنمية المحلية، ومدى قدرتها على احترام الهوية البيئية والثقافية للمجال. وفي هذا الإطار، فإن الاشتغال على مفهوم “السياحة المستدامة” لم يعد ترفاً، بل ضرورة لضمان بقاء ورزازات ضمن الخريطة العالمية للوجهات ذات القيمة.
أمام هذا الزخم الجديد، تبدو ورزازات وكأنها تفتح صفحة جديدة من تاريخها السياحي، صفحة تُكتب بمداد التعاون والإنصات المتبادل والتخطيط الذكي. ويظل الأمل قائماً في أن يتحول هذا اليوم الإعلامي إلى منطلق حقيقي لتغيير ملموس، يُعيد الاعتبار لواحة الإبداع والتاريخ، ويرسم لوْنًا جديدًا من ألوان مغرب المستقبل.

سوجاع أحمد