متابعة/ماروك24ميديا
بقلم: سوجاع أحمد
في أحد زقاق المدينة العتيقة بفاس، وبين دفء الحجارة القديمة وعبق التاريخ، التقيت صدفة بشخص أوروبي الملامح، هادئ الحضور، بدا لي من أول وهلة أنه ليس زائراً عادياً. تبادلنا التحية، وسرعان ما بدأت بيننا دردشة عفوية. كان ضيفاً على فاس بمناسبة مهرجانها الروحي العريق، وتبيّن أنه جان أندريا غيرا، أحد أبرز العازفين الإيطاليين المختصين في الموسيقى الباروكية.
بكل تواضع، تحدث إليّ عن مشاركته في مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، حيث سيُحيي عرضاً مميزاً هذا المساء على الساعة التاسعة بباب المكينة، في إطار الاحتفاء بإيطاليا كضيفة شرف لهذه الدورة. كما أشار إلى أن الموسيقى التي يقدمها تعود إلى عصور مضت، لكنها لا تزال قادرة على لمس الوجدان وإحياء المعنى الروحي في زمننا المعاصر.
جان أندريا غيرا ليس مجرد موسيقي، بل هو حامل لرسالة فنية تربط الماضي بالحاضر، وتدعو إلى التأمل من خلال جمال الألحان الباروكية. من خلال تجربته مع فرقة “رباعي فانفيتيلي”، يقدّم عروضاً تنبض بالأصالة والاتقان.
في ذلك اللقاء العابر، شعرتُ أن فاس لا تُبهر زوّارها فقط، بل تخلق فيهم لحظة صدق ولقاء عميق مع الذات ومع الآخر.
موعدكم الليلة مع عرض موسيقي استثنائي يمزج بين نغمة من إيطاليا وروح مغربية في قلب فاس.