متابعة/ماروك24ميديا
البناء العشوائي بالمدينة العتيقة لفاس: هل مات الضمير أم أن هناك من يحمي الفوضى؟
بقلم: سوجاع أحمد
في الوقت الذي تُغنّى فيه المؤسسات الرسمية والمسؤولون المحليون بأمجاد المدينة العتيقة لفاس، ويُروَّج لكونها تراثًا إنسانيًا عالميًا، نُفاجأ كل يوم بمشاهد صادمة لبناء عشوائي يتغلغل داخل أزقتها، كأننا نعيش في مشهد عبثي تتعايش فيه الشعارات الكبرى مع واقع مرير من الفوضى والتسيب.
عيون السلطة… عمياء أم متغافلة؟
يتساءل ساكنة المدينة، ومعهم مستثمرون وغيورون على التراث، عن سر هذا الصمت المريب: كيف يُسمح بإحداث طوابق إسمنتية وتعديلات تخريبية في قلب النسيج التاريخي، في وقت يُمنع فيه أصحاب المحلات والمنازل من أبسط الإصلاحات بدعوى حماية الطابع المعماري للمدينة واحترام قدسية المآثر؟
هل وصلت الرسائل إلى السلطة المحلية، أم أن هناك توصيات غير معلنة تُعمي العيون وتُكمم الأفواه؟
الكيل بمكيالين… والضحية تراث أمة
ما يجري يُعد وصمة عار في جبين من يفترض أنهم حماة الذاكرة الجماعية. كيف تُشهر المذكرات التنظيمية في وجه كل من يسعى لترميم بيته بالطرق القانونية، بينما تمر جرائم التعمير العشوائي مرور الكرام؟
هل أصبح القانون يُفصل على المقاس؟ أم أن النفوذ يعلو على المراسيم والضوابط؟
نداء عاجل: من يوقف هذه المهزلة؟
ما يحدث لا يسيء فقط إلى فاس، بل إلى صورة المغرب أمام العالم. فحين تهتز أركان المدينة العتيقة، لا تنهار حجارة فقط، بل يسقط معها تاريخ، وهوية، وسمعة وطن.
نرفع الصوت عاليًا إلى الجهات المسؤولة: أوقفوا هذه المهزلة قبل أن تصبح المدينة العتيقة لفاس مجرد عنوان في كتب التاريخ، لا أثر له في الواقع.