google.com, pub-5726207047985757, DIRECT, f08c47fec0942fa0
أخبار عاجلة
الرئيسية / الرئيسية / من رخص لطمس ذاكرة فاس*؟ *بشهادات حية من سكان المدينة العتيقة*

من رخص لطمس ذاكرة فاس*؟ *بشهادات حية من سكان المدينة العتيقة*

متابعة/ماروك24ميديا 

في مدينة تُعد من أعرق حواضر العالم الإسلامي، حيث الأزقة تحكي، والحيطان تحفظ، والسقوف تُصلي، يعيش تراث فاس اليوم تهديدًا غير مسبوق. في قلب المدينة العتيقة، وبالضبط على مستوى مدخل واد الزحون في اتجاه لالة يدونة، تم مؤخرًا هدم جزء من سور تاريخي عريق، يُعد من بقايا الخط الفاصل بين العدوتين، عدوتي الأندلس والقرويين.

السور، حسب شهادات من ساكنة الحي وجيران الموقع، هُدم بأمر من أحد التجار المعروفين في المنطقة، والذي شرع في إقامة مشروع جديد يُرجّح أن يكون دارًا للضيافة. غير أن ما فجّر غضب الساكنة ليس المشروع في حد ذاته، بل كونه بُني على أنقاض حائط تاريخي يعتبره السكان رمزًا حيًا لهوية المدينة، وامتدادًا للذاكرة الجماعية التي حافظت عليها الأجيال منذ قرون.

شهادات من عين المكان

سيدة مسنة تقطن غير بعيد عن المكان صرّحت:
“كنت كنبغي نْشوف داك السور كل صباح، هادي سنين، هو اللي كيبين ليّا راسي ما زال ففاس القديمة، علاش يهدموه؟”

شاب من أبناء الحي يقول:
“مكين لا لافتة ديال ترخيص، لا شي حاجة، غي جاب الجرافة وبدا يهرّس، والناس كيشوفو ويسكتو، واش بصح هاد الشي؟

السؤال الجوهري الذي يتردد على ألسنة السكان: من رخص بهذا الهدم؟

هل صدر ترخيص من جماعة فاس؟

هل وافقت الوكالة الحضرية على مشروع يمس حائطًا تاريخيًا؟

أين هي وزارة الثقافة والمفتشية الجهوية للمآثر التاريخية؟

هل تمت استشارة أي جهة مختصة في التراث المدرج ضمن لائحة اليونيسكو؟

الغياب التام لأي توضيح رسمي، ولأي لوحة تعريف بالمشروع أو الجهة المشرفة عليه، يزيد الشكوك حول قانونية ما يحدث.

صاحب المشروع الجاري تنفيذه، والذي يُحتمل أن يكون دار ضيافة سياحية، معروف بتعامله التجاري مع بعض المرشدين السياحيين، لا سيما في محلاته الأخرى داخل المدينة العتيقة، حيث يعتمد على جُلب (عمولات) تُمنح مقابل استقطاب السياح إلى متاجره.

ورغم أنه لا توجد علاقة مباشرة بين المرشدين السياحيين وهذا المشروع الجديد، فإن النمط التجاري الذي يُفرغ السياحة من بعدها الثقافي يُعزز مناخًا خطيرا، حيث يُختزل الزائر في مجرد زبون، ويُختزل التراث في فرصة عقارية أو تجارية.

فاس ليست سلعة تُباع بالمتر، بل روح تُصان عبر الزمن. وما جرى يُنبئ بتحول خطير: من حماية المدينة العتيقة، إلى تحويلها إلى مادة خام للاستثمار غير المسؤول.

فاس ليست ملكًا لأحد، بل أمانة في أعناق الجميع. ما جرى ليس مجرد هدم لجدار، بل تصدع في جدار الثقة بين المواطن ومؤسسات الحماية التراثية.

نطالب بفتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات، وإصدار بلاغ رسمي يوضح ما إذا كان هناك ترخيص، وماهي مبرراته، ومن يقف خلفه. كما نهيب بالهيئات التراثية، والباحثين، والمجتمع المدني، أن يرفعوا صوتهم دفاعًا عن ما تبقى من روح المدينة.

إن كانت الحجارة تتهاوى في صمت، فلتكن الكلمة الصادقة جدارا يحمي ما تبقى.

سوجاع أحمد

شاهد أيضاً

هل بداية نهاية البوليزاريو بعد الاحداث الاخيرة التي يشهدها والضربات الموجعة التي يوجهها له المغرب باستمرار ؟

متابعة/ماروك24مديا بقلم : الصحافي حسن الخباز مدير جريدة الجريدة بوان كوم في تطور جديد زعزع …

دورة مجلس إقليم الخميسات: بين المشاريع الظاهرة والواقع التنموي المؤجل

متابعة/ماروك24مديا  عقد مجلس إقليم الخميسات مؤخراً دورته العادية لشهر يونيو، حيث صادق على مجموعة من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *