تتويج من ذهب يضيء طريق الرياضة المغربية

متابعة/ماروك24ميديا

بقلم: سوجاع أحمد – ماروك24ميديا

في ليلة رباطية لا تُنسى، دوّى اسم المغرب عاليًا في سماء القارة السمراء، بعدما تمكن المنتخب المغربي النسوي لكرة الصالات من تحقيق إنجاز تاريخي بتتويجه بلقب النسخة الأولى من كأس أمم إفريقيا، عقب فوز مثير على منتخب تنزانيا بنتيجة 3-2. إنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة عمل دؤوب ورؤية رياضية متكاملة بدأت تؤتي أكلها في مختلف الفروع.

ما يميز هذا التتويج أنه جاء من منتخب نسوي، في رياضة كانت حتى الأمس القريب من الظلال، فإذا بها اليوم تكتب اسم المغرب بحروف من ذهب على لوحة الشرف القاري. من قاعة الأمير مولاي عبد الله، خرجت اللبؤات مرفوعات الرأس، بفضل عزيمة نسجت من صبر سنوات وعرق مدربات ومدربين آمنوا بالمستقبل.

هذا الفوز ليس معزولًا عن سياق عام يعرفه المغرب، حيث تشهد الرياضة الوطنية نهضة شاملة، يقودها تخطيط محكم وإرادة سياسية واضحة. من تألق أسود الأطلس في مونديال قطر، إلى نجاحات ألعاب القوى، وصولًا إلى إشعاع فرقنا في المنافسات القارية، يبدو أن المغرب بصدد بناء “نموذج رياضي مغاربي” يُحتذى به.

ولعل الأهم في هذا النموذج هو الحضور القوي للمرأة المغربية في ساحات التتويج. لبؤات الصالات اليوم، ولبؤات كرة القدم بالأمس، يقدمن الدليل على أن الاستثمار في الرياضة النسوية لم يعد ترفًا بل ضرورة وطنية.

الرسالة التي بعثها جلالة الملك محمد السادس، مهنئًا فيها بطلات المنتخب، لم تكن فقط تعبيرًا عن الفخر، بل كانت إشادة بمشروع مغربي متكامل، يجعل من الرياضة رافعة للتنمية، وأداة لترسيخ قيم التحدي والمساواة والانتماء.

ختامًا، إن تتويج منتخب الصالات النسوي هو أكثر من كأس.. إنه إعلان بأن المغرب لن يتوقف عن الحلم، وأن ميادين الرياضة ستظل فضاءً آخر يردد فيه المغاربة: نحن هنا.. لننتصر.