متابعة/ماروك24ميديا
بقلم :سوجاع أحمد
في ظل التحولات الكبرى التي يعرفها المغرب، وتقدمه المتواصل على درب التنمية والأمن، تبرز “شرطة القرب” كتجربة رائدة وناجحة بكل المقاييس، حيث ساهمت في تعزيز الثقة بين المواطن وجهاز الأمن، من خلال الحضور اليومي والملموس في الأحياء، والإنصات لانشغالات الساكنة، والتدخل السريع لحماية الأرواح والممتلكات.
ورغم ما تحققه هذه التجربة من نجاحات في مختلف المدن المغربية، إلا أن بعض التحديات ما تزال مطروحة، وعلى رأسها مروجو المخدرات، وأوكار الشيشة والقمار، التي لا تكتفي فقط بتهديد سلامة المجتمع، بل تحاول أيضًا التمويه عن جرائمها بنشر شائعات مغرضة، تدعي وجود “تقصير أمني” في محاربة السرقات، والغاية منها صرف الأنظار عن أنشطتهم المشبوهة.
وفي هذا السياق، لوحظ في الآونة الأخيرة ظهور صفحات مشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا تنشر إلا السلبيات، وتعمل على تبخيس مجهودات الأمن الوطني، في محاولات يائسة لضرب الثقة بين المواطن ومؤسسات بلاده. وهي حملات مدروسة، تتغذى من أجندات خفية، يزعجها أن ترى المغرب يتقدم بثبات نحو التحديث والأمان.
مدينة فاس، القلب النابض للهوية المغربية، تعتبر نموذجًا لتجسيد فعالية شرطة القرب، حيث عرفت المدينة تحسنًا ملموسًا في مؤشرات الأمن، بفضل يقظة عناصر الشرطة، وتعاون المواطنين، مما يعزز الإحساس الجماعي بالأمان والاستقرار. وشهادات الساكنة خير دليل على هذا التحول النوعي، حيث أصبحت تدخلات الأمن أكثر سرعة، وعمليات تفكيك الشبكات الإجرامية أكثر دقة وفعالية.
إننا اليوم، كمواطنين غيورين على وطننا، مدعوون أكثر من أي وقت مضى للوقوف صفًا واحدًا خلف مؤسساتنا الأمنية، عبر عدم الترويج للفيديوهات والتدوينات السلبية، والتي غالبًا ما تكون مجتزأة من سياقاتها، أو مصطنعة بغرض التشويش والتبخيس.
ختامًا، تبقى شرطة القرب درعًا واقيًا للمجتمع، والمواطن هو شريكها الأول في محاربة الجريمة وصون الاستقرار، فبالتلاحم بين الطرفين، يمكننا بناء مغرب أكثر أمانًا وعدالة.