google.com, pub-5726207047985757, DIRECT, f08c47fec0942fa0
الرئيسية / أخبار سياسية / فاس… لا تنخدع بعد اليوم

فاس… لا تنخدع بعد اليوم

متابعة/ماروك24مديا

بقلم :سوجاع أحمد
شهدت مدينة فاس، اليوم الجمعة 18 أبريل 2025، لقاءً تواصليًا جماهيريًا وُصف بالناجح والمفصلي، نظّمه التكتل الشعبي الذي يضم ثلاثة أحزاب وطنية هي الحركة الشعبية، الحزب الديمقراطي الوطني، والحزب المغربي الحر. الحدث الذي احتضنته القاعة الكبرى لجماعة فاس، استقطب حضورًا واسعًا، ونقل صورة سياسية غير مألوفة: حيوية، صدق في الطرح، وتفاعل مباشر مع هموم المواطن.

في أجواء مشبعة بالرمزية والدلالات، لم يكتف التكتل الشعبي برفع شعارات التغيير، بل مضى خطوة أبعد، حيث قدّم لأول مرة خارطة طريق ميدانية تنطلق من ميثاقه السياسي المشترك، وتترجم مضامينه إلى التزامات واقعية، عبر الإعلان عن فرق عمل محلية، وورش تشاركية مفتوحة أمام الكفاءات المجتمعية.


الخطابات التي أُلقيت لم تكن مكرورة ولا خشبية، بل حمَلت نَفَسًا جديدًا، ولامست قضايا الناس بعمق ووضوح، من معضلة السكن إلى أزمة الشغل، مرورًا بالنقل والصحة والتعليم. تحدث محمد أوزين، وإسحاق شارية، وخالد البقالي بلغة لا تجامل الواقع، بل تعترف بتعقيداته وتتعهد بمواجهته. كانت رسالتهم واحدة: “لسنا هنا لنُطَمئن النخب، بل لنصنع الثقة مع الناس.”

هذا اللقاء جاء ليضع حدًا لترددات سابقة، وفتح الباب أمام التفعيل الحقيقي لميثاق التكتل، بعد شهور من الانتظار والترقّب. وقد بدا واضحًا أن النوايا قد تحوّلت إلى أفعال، وأن زمن الحسابات الضيقة قد بدأ في الانحسار لصالح رؤية جماعية مسؤولة.

اختيار مدينة فاس لم يكن اعتباطيًا، فالعاصمة العلمية والتاريخية أصبحت عنوانًا لاحتقان اجتماعي عميق، وشاهدًا على فشل صيغ سياسية تقليدية. ومن هنا، بدا اللقاء كأنّه تعاقد جديد مع ساكنة سئمت من وجوه لا تزور أحياءها إلا في مواسم التصويت. هذه المرة، كان الحضور السياسي مختلفًا: وجوه جديدة من الشباب، فاعلون جمعويون، نساء من الهامش، ومهنيون من قلب المعاناة اليومية.

التكتل الديمقراطي، ورغم أنه لا يُعدّ مكوّنًا عضويًا في التحالف، إلا أن مشاركته النشيطة في التنظيم كانت لافتة، حيث شكّل دعمًا استراتيجيًا ساهم في إنجاح اللقاء، وأضفى عليه طابعًا تجميعيًا يُعزز من مصداقية المشروع الجديد.

رغم أن طريق استرجاع الثقة طويل، إلا أن لقاء اليوم بعث برسائل واضحة: التكتل الشعبي قادر على التغيير، شريطة الاستمرار بنفس النفس الجماهيري، والانفتاح على كفاءات محلية حقيقية لا تستهويها المناصب بل تؤمن بقيمة التغيير.

لقد خرج اللقاء بجواب ضمني على سؤال كبير: نعم، هناك بديل ممكن. فقط إذا تخلّى الساسة عن منطق المحاصصة، وآمنوا بأن الشعب لم يَعُد مستعدًا للاستماع إلى خطابات لا تسعفه في مواجهة معيشه اليومي.

لقاء فاس كان بداية مشجعة لتحالف يطمح لزرع الأمل في أرضٍ عطشى للتغيير. وقد بدا واضحًا اليوم أن الخيار الشعبي ليس عزوفًا، بل انتظار… انتظار لمن يستحق ثقته. والتكتل الشعبي، بعد هذا اللقاء، بات أمام لحظة اختبار دائمة: كل كلمة تُقال يجب أن تُترجم، وكل وعد يُطلق يجب أن يُنجز.

شاهد أيضاً

الخميسات نحو تحرير الملك العمومي بقيادة عامل الإقليم عبد اللطيف النحلي وبمشاركة السلطات الأمنية والمحلية

متابعة/ماروك24مديا تشهد مدينة الخميسات هذه الأيام حملة واسعة لتحرير الملك العمومي من الاحتلال غير القانوني، …

بلاغ صحافي!!!

متابعة/ماروك24مديا اختتمت قبل لحظات فعاليات الدورة 19 من المهرجان الدولي للشعر والزجل الذي تنظمه جمعية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *