متابعة/ماروك24ميديا
بقلم Da Moh Laasri
ها نحن نقترب من محطة نضالية أخرى في مسار طويل من الكفاح السلمي، حيث يستعد الشعب الأمازيغي، بكل مكوناته وإطاراته، للخروج في مسيرة 20 أبريل بمدينة مراكش، تخليداً لذكرى الربيع الأمازيغي في سنة 2975 – وهي مناسبة ليست للاحتفال فقط، بل للتعبير عن الألم، الغضب، والإصرار.
هذه التظاهرة ليست فقط ضد التهميش الذي لا يزال يطال اللغة والثقافة الأمازيغية، بل هي صوت احتجاج ضد سياسات ممنهجة تجعل من الأمازيغية مجرد شعار فضفاض، يُستَعمل عند الحاجة، ويُهمَّش عند التنفيذ. فرغم مرور أكثر من عقد على ترسيم الأمازيغية في دستور البلاد، لا تزال دار لقمان على حالها: الوعود كثيرة، والتنزيل معدوم.
أية مصداقية تبقى حين نرى علامات تشوير تُثبت حديثاً دون الأمازيغية؟ ما معنى الرؤية الإصلاحية حين يُمنع الآباء من تسمية أبنائهم بأسماء أمازيغية؟ كيف نفهم احترام القانون حين يُقصى أساتذة متخصصون من تدريس لغتهم؟ بل أي أفق للعدالة حين تُمنع الساكنة من بناء بيوت بسيطة وسط مناطق منكوبة، بينما تستنزف الثروات المعدنية تحت أقدامهم؟
لقد علّمتنا التجارب السابقة أن لا شيء يُمنح طواعية، وأن المكتسبات لا تُنتزع إلا بالإرادة الجماعية والتنظيم الواعي. ولهذا فإننا نُعوّل على نجاح هذه المسيرة، ليس فقط بمدينة مراكش، بل بكل الأماكن التي ينبض فيها قلب أمازيغي حر. وكلنا أمل أن تكون الرباط كذلك على الموعد، بساكنتها، ونخبها، ومناضليها، ليعلو الصوت الأمازيغي مجدداً، قوياً، وحدوياً، ومدوّياً.
لقد تجاوزت الحركة الأمازيغية اليوم حدود المطالب الثقافية، وصارت ترى القضايا في شموليتها: من الحق في اللغة، إلى الحق في الأرض، وفي الثروة، وفي الحرية والكرامة. حين نتحدث عن الأمازيغية اليوم، فإننا لا نتحدث فقط عن حرف تيفيناغ أو عن حكايات الجدّات، بل عن مطالب سياسية، عن عدالة اجتماعية، عن الاعتراف بالإنسان في أبعاده كلها.
نعم، نحن نريد أن تنجح كل المسيرات. نريد لمراكش أن تصرخ، وللرباط أن تسمع. نريد أن نقول، بأعلى صوت، بأننا هنا، باقون، نحلم، نحتج، ونبني.
2975 ليست مجرد سنة، بل علامة فارقة في نهوض شعب اختار أن لا يصمت بعد الآن.