google.com, pub-5726207047985757, DIRECT, f08c47fec0942fa0
الرئيسية / اخبار وطنية / بين الإدمان والحلم المفقود: من المسؤول عن تيه الشباب المغربي؟

بين الإدمان والحلم المفقود: من المسؤول عن تيه الشباب المغربي؟

متابعة/ماروك24مديا

في شوارعنا اليوم، تتكرر الصورة ذاتها: شباب بأعين زائغة، وأكتاف مثقلة بخيبات الأمل، يعيشون بين فكي الإدمان على المخدرات أو العالم الافتراضي، وبين أحلام تآكلت مع الزمن. لا عمل، لا توجيه، لا أفق واضح. لكن من المسؤول؟

حين نُحمّل الشباب وحدهم المسؤولية، نغفل عن حقيقة أن هناك منظومة كاملة تخلّت عن دورها:
وزارة الشباب التي من المفترض أن ترعى طموحاتهم وتنظم طاقاتهم؛
جمعيات المجتمع المدني التي يفترض أن تكون صوتهم في السياسات العمومية؛
الجماعات المحلية التي تغيب عن تهيئة فضاءات ترفيهية أو مراكز تأهيل مهني؛
النظام التعليمي الذي ما زال يخرج أفواجًا من العاطلين بدل الكفاءات؛
وحتى الإعلام التربوي الذي عوض أن يلهم، بات يُغرق الشاشات في تفاهة لا تمتّ لواقع الشباب بصلة.

لا نقول إن المغرب لا يوفر فرص عمل، ولكن المشكلة أعمق من مجرد وجود مناصب شغل. إنها أزمة وعي، أزمة ثقة، وأزمة توجيه. كيف نلوم شابًا لم يتلقَّ قط كلمة تحفيز أو توجيه، على عدم اندماجه في سوق الشغل؟ كيف نطالبه بأن يغامر وهو يرى أن أغلب المشاريع الحكومية ما هي إلا بالونات اختبار، تنفجر عند أول تماس مع الواقع؟

ولعل ما يُثير الانتباه، بل ويُقلق، هو ما شاهدناه مؤخرًا من مشاهد لمهاجرين أفارقة ينظفون جنبات ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء، ويُصرّحون بكل فخر أنهم يتقاضون أجورًا مقابل جهدهم، فيما شباب مغاربة يمرون من أمامهم ساخطين، لا يحركون ساكنًا. ألا يستدعي هذا المشهد وقفة تأمل عميقة؟

الواقع يفرض علينا الاعتراف بأن جزءًا من المسؤولية يتحمله الشباب أنفسهم: هناك من يرفض العمل الموسمي لأنه لا “يليق بمقامه”، وهناك من يعيش على وهم الربح السريع أو الهجرة السحرية إلى “الفردوس الأوروبي”. لكن هؤلاء هم نتاج منظومة مهترئة، لا تستثمر في الإنسان بل في الواجهات.

إننا في حاجة إلى ثورة هادئة تبدأ من إعادة بناء الثقة بين المواطن والمؤسسات، وتوفير مساحات للشباب كي يعبروا، يخطئوا، يبدعوا. نحتاج إلى إعلام يُلهم، وتعليم يُؤهل، وسياسات تُنصت، لا تُقرّر من فوق.

الشارع اليوم ليس مجرد مرآة لليأس، بل إنذارٌ أخير لكل من يتشبث بالمناصب دون مسؤولية: إما أن نستثمر في شبابنا، أو ننتظر انفجارًا لا تُعرف حدوده.

متابعة/احمد سجاع

 

شاهد أيضاً

بيان استنكاري

متابعة/ماروك24ميديا تتابع الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية بقلق بالغ واستياء شديد، ما …

المملكة المغربية… وطن الولاء والوحدة

متابعة/ماروك24مديا في زمن التفرقة والفتن، تظل المملكة المغربية صخرة صلبة لا تنكسر، تنصهر فيها القبائل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *