متابعة/ماروك24مديا
في زمن أصبحت فيه الخدمات الصحية حلمًا بعيد المنال لدى عدد كبير من الأسر القروية، تطل علينا مبادرات مثل القافلة الطبية التي ستنظمها جمعية فارماراكت روتاراكت بشراكة مع جامعة محمد السادس لعلوم الصحة ونادي روتاري الدار البيضاء الشمال والجمعية المغربية للرؤية التضامنية، كرسالة أمل تنعش القلوب وتنفض الغبار عن معاناة المهمّشين.
هذه القافلة، المزمع تنظيمها يوم السبت 5 أبريل 2025 بجماعة سيدي الغندور بإقليم الخميسات، ليست مجرد حملة طبية عابرة، بل هي نموذج حي على أن العمل الجمعوي الجاد قادر على ملء الفراغ الذي تتركه المؤسسات في بعض المناطق النائية. أن نرى أكثر من 800 مستفيد يستفيدون من فحوصات طبية وأدوية ونظارات مجانية، فهذا دليل على أن التضامن لا يزال حيًا بيننا.
لكن، دعونا نكون واقعيين… مثل هذه المبادرات، رغم أهميتها، لا يجب أن تكون هي القاعدة. القوافل الطبية ليست حلًا دائمًا، بل هي تدخلات ظرفية لا يمكنها تعويض غياب بنية صحية متكاملة. ماذا بعد انتهاء القافلة؟ كيف سيتابع المرضى علاجاتهم؟ هل من آليات لضمان الاستمرارية؟ أسئلة كثيرة تُطرح وتُحيلنا على الحاجة إلى رؤية شمولية لإصلاح منظومتنا الصحية.
رغم ذلك، لا يمكن إلا أن نحيي كل الأطر الطبية والمبادرات الجمعوية التي تضع الإنسان في صلب اهتماماتها، وتثبت مرة أخرى أن الكرامة تبدأ من الحق في العلاج، في أي مكان كان، ولو في دواوير بعيدة عن أعين الإعلام.
الرهان الحقيقي اليوم هو أن تتحول مثل هذه المبادرات من لحظات استثنائية إلى سياسات عمومية مستدامة، تضمن لكل مواطن حقه في الصحة، دون حاجة لانتظار “قافلة” تمر من قريته.
بقلم: بقلم حسن الشرفي