متابعة/ماروك24ميديا
تشكل قباضة الضرائب بميدان البطحاء في فاس واحدة من المؤسسات العمومية التي تُعنى بخدمة المواطنين في شؤونهم الضريبية. ومع ذلك، يشتكي بعض المواطنين من أسلوب التعامل داخل هذه الإدارة، خصوصًا فيما يتعلق بآلية التواصل مع الموظفين المكلفين بتقديم الخدمات.
وفقًا لشهادات متطابقة، فإن حارس الأمن عند مدخل القباضة يلعب دور الوسيط بين المواطن والموظف، إذ يُكلَّف غالبًا باستقبال المواطنين، الاستفسار عن حاجاتهم، ثم العودة إلى الموظفين لنقل الإجابات أو توجيههم وفقًا لما بلغه. هذا الإجراء أثار استغراب العديد من المرتفقين الذين اعتبروه غير منطقي، لا سيما أنه يعيق أحيانًا التواصل المباشر مع الموظف المسؤول، ما يطرح تساؤلات حول مستوى سرية المعلومات التي ينبغي أن تُحترم في المعاملات الإدارية.
من جهة أخرى، يرى بعض المتابعين أن هذا النظام قد يكون محاولة لضمان تنظيم أفضل لتدفق المواطنين وتفادي الاكتظاظ داخل المكاتب، خصوصًا أن قباضة الضرائب تُعد من أكثر الإدارات استقطابًا للمرتفقين، ما يستدعي تدبيرًا محكمًا لتجنب الفوضى.
وفي هذا السياق، يؤكد خبراء في الإدارة العمومية أن التعامل المباشر بين المواطن والموظف ضروري، خصوصًا في الملفات الحساسة التي تتطلب نقاشًا شفافًا وتوضيحًا دقيقًا للمعلومات. كما يشيرون إلى أن دور حراس الأمن ينبغي أن يقتصر على تنظيم الصفوف وضمان النظام العام، وليس التوسط في تقديم المعلومات أو تسهيل التواصل.
الجدير بالذكر أن القوانين المنظمة للإدارة العمومية في المغرب تركز على ضرورة احترام مبدأ الشفافية وسرية المعاملات، ما يجعل من الضروري إعادة النظر في الأسلوب المعتمد داخل قباضة البطحاء لضمان خدمة عمومية ناجعة تُلبي تطلعات المواطنين وتحترم حقوقهم.
في انتظار توضيح رسمي من الجهات المعنية، يبقى التساؤل قائمًا: هل النظام المعتمد حاليًا ضرورة تنظيمية أم خلل إداري يستدعي التصحيح؟
Soujaa.a