متابعة/ماروك24مديا
قدماء تلاميذ مؤسسة الحاج عبد الهادي التاجموعتي: لمّ الشمل بعد ثلاثة عقود وتأسيس “جمعية التاج” للتكافل
بعد مرور أكثر من ثلاثين سنة على فراقهم، شاءت الأقدار أن تجمع شتات الذكريات بين قدماء تلاميذ مؤسسة الحاج عبد الهادي التاجموعتي للتربية والتعليم الداخلية. اللقاء الذي كان أشبه بعودة الروح للجسد، لم يكن مجرد استرجاع لأيام الدراسة، بل تحول إلى مشروع اجتماعي وإنساني يعكس روح التضامن والإخاء التي غرستها المؤسسة في نفوسهم منذ الصغر.
من رحم هذه الذكريات، ولدت فكرة تأسيس “جمعية التاج للتكافل”، التي سرعان ما أصبحت واقعًا ملموسًا، حيث انخرط أعضاؤها في أنشطة اجتماعية ورياضية، تهدف إلى دعم المحتاجين وتعزيز الروابط بين الأعضاء. هذه المبادرة لم تكن مجرد رد جميل للمؤسسة التي احتضنتهم، بل تعبيرًا صادقًا عن قيم التكافل والتعاون التي رافقتهم طوال مشوارهم.
إيمانًا منهم بأهمية الرياضة كوسيلة لتوطيد العلاقات ونشر الروح الرياضية، كان هؤلاء التلاميذ السباقون في تأسيس “دوري المرحوم الحاج عبد الهادي التاجموعتي”، الذي أصبح حدثًا سنويًا يجمع بين الأجيال المختلفة ممن درسوا بالمؤسسة. هذا الدوري ليس فقط منافسة رياضية، بل فرصة لإعادة إحياء العلاقات الإنسانية واستذكار محطات المرحوم الحاج عبد الهادي التاجموعتي من العطاء المشترك.
وقد وقع الاختيار على الأستاذ حميد سيطي لرئاسة الجمعية، لما يتحلى به من روح قيادية وخبرة في العمل الجماعي. تحت إشرافه، تسعى الجمعية إلى توسيع أنشطتها واستقطاب المزيد من الأعضاء، سواء من قدماء التلاميذ أو من المحيط المجتمعي، من أجل تعميق الأثر الإيجابي لمبادراتها.
لم يكن لمّ الشمل مجرد لقاء عابر، بل كان انطلاقة جديدة نحو تحقيق أهداف أسمى، من خلال العمل الاجتماعي والرياضي. اليوم، أصبحت “جمعية التاج “للتكافل نموذجًا حيًا على أن الصداقات التي تُبنى في سنوات الطفولة يمكن أن تستمر وتتحول إلى قوة دافعة نحو الخير والعطاء.
بهذه المبادرات، يؤكد قدماء تلاميذ مؤسسة الحاج عبد الهادي التاجموعتي أن الوفاء لا يكون بالكلمات فقط، بل بالفعل والتضامن، وأن القيم النبيلة التي غرستها المؤسسة فيهم ما زالت تؤتي ثمارها بعد عقود من الزمن.
*Soujaa.a*