متابعة/ماروك24ميديا
الحمد لله الواحد الأحد و الصلاة و السلام على نبيه محمد و آله و صحبه و التابعين
يقول عز وجل (ذلكم و أن الله موهن كيد الكافرين).
أما بعد …
في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و الذي يحدد مجموعة واسعة من الحقوق المستحقة لكل فرد في كل مكان و زمان دون قيد أو شرط ، يعيش العالم أحداثا و صراعات السمة الأبرز فيها غياب الحقوق و الحريات ، كما يعيش الكثير من المواقف التي سقطت فيها مزاعم الغرب عن حماية و تبنى حقوق الإنسان مما يؤكد أنها مجرد خدعة زال قناعها و انكشفت ملامحها .
بماذا ستجيب التقارير السنوية للمنظمات الحقوقية و البعثات الدبلوماسية و الجامعات و الجمعيات التابعة التي تتلقى تمويلا غربيا و أمريكيا ، بم سيقنع رعاة السلام أتباعهم و هم يرون البون الشاسع بين الحقيقة و الشعار بين ما سطر في الإعلان و واقع الحال .
قارن كما شئت بين المفاهيم و قايس بين المعايير و تمعن في المكاييل ستجدها تعكس المكر الكبار و الحقد الدفين و الوجه القبيح للديمقراطية العالمية حيث لا علاقة للمسلم بما سطر ، و غزة أكبر شاهد حيث تخطت أمريكا و الغرب كل الحدود في الدعم غير المسبوق و اللامشروط لجرائم الإبادة الصهيونية من إمداد بالسلاح إلى الغطاء السياسي و الدبلوماسي أمام صمت العالم المنافق.
نخط هذه الكلمات و نحن نشاهد و نستشعر حجم الخذلان الذي تعيشه قضايا الإسلام .
الأرواح ليست كالأرواح و الدماء ليست كالدماء و الجوع و القهر و الدمار حصري لأهل غزة .
السماء تمطر موتا و النساء و الأطفال و الشيوخ بل حتى العجماوات لا اعتبار لهم في قانون الغاب المسطر في الاعلان.
حتى بات معلوما للقاصي و الداني و للموافق و المخالف أن المجتمع الدولي و مؤسساته و قوانينه و مسمى الحقوق ما هى إلا آليات لضمان هيمنة الإستكبار العالمي. و بقائه جاثما على صدر الأمة الإسلامية يذل أحرارها و يقتل أبطالها و يسلب خيراتها و يستبيح أرضها و عرضها و يحول دون استنهاضها للانعتاق من رق نظام عالمي ظالم .
كشفت الحرب على غزة كما العراق و أفغانستان و الشيشان و البوسنة و اليمن و سوريا و السودان و غيرها من بلاد الإسلام أنه لم تقم معركة معاصرة التزم فيها الكفر بقوانينه بل مارس كل انواع الانحطاط السلوكي و الأخلاقي و قد نجح جهاد غزة و باقي الشرفاء في إسقاط دعاوى الحقوق و أزال القناع عن بشاعة الديمقراطية .
و غدا اليوم العالمي لحقوق الإنسان أكذوبة انطلت على الكثيرين إلا على الشرفاء الاحرار الواثقون بأمر الله و وعده المؤمنون بأن الحق ينتزع و لا يعطى و أن جهاد المسلم لأعدائه و مغتصبي أرضه هو ما يعيد الحقوق لأهلها و الأمور لنصابها .
لا رأي للحق الضعيف و لاصدى
و الرأى رأي القاهر الغلاب
لا عدل إلا إن تعادلت القوى
و تصادم الإرهاب بالإرهاب
يقول قائل إن الضامن لحماية حقوق الإنسان هو وجود قيم و أخلاق ثابتة و مطلقة لا تخضع لأهواء البشر و تقلباته و نزعاته العنصرية و لا تتغير بتغير الزمان و المكان . و الحقيقة أنه لا وجود لهذه القيم إلا عند خالق البشر العالم بما يصلح أحوالهم و تستقيم به أمورهم .
(الا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير)
و بالتالي تشتد حاجة الإنسانية أكثر إلى القيم الإسلامية النبيلة للإهتداء و الاقتداء في حقبة العولمة المادية المعاصرة التي هيمنت على العالم و جعلت من لوازم هيمنتها رسم صورة مشبوهة عن الاسلام و المسلمين .
لأجل النفاق العالمي و لأجل الخذلان المتعمد و لأجل معاناة أهل الإسلام تقر اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين أنه خسارة ذكرى الاعلان كما خسارة بنوده المقنٔعٓة و أن الواجب الكفر بهم جميعا إلى أن يبسط الله شرعه في أرضه
(( و الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ))
المكتب التنفيذي
للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين
بتاريخ : 09 جمادى الثانية 1446 الموافق ل 10ـ12ـ2024